للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العصاة (١) منسأة؛ لأنها تؤخر عنك ما تكرهه. {أَوْ نُنْسِها} أي: نجعلها منسية من القلوب بعد حفظها ويجوز نسخ الحكم والتلاوة معا، ونسخ التلاوة دون الحكم، ونسخ الحكم دون التلاوة، ويجوز نسخ الفعل قبل مجيء وقته؛ لقصة الذبيح، خلافا للمعتزلة (٢)، ويجوز نسخ الحكم إلى أخف منه؛ لأنه خير للمكلف في تخفيف المشقة عنه، وإلى أثقل منه؛ لأنه خير للمكلف في كثرة الثواب. {سَواءَ السَّبِيلِ} وسطه؛ كقوله {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ٥٥].

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} «لو» بمعنى: أن؛ كقوله: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} [البقرة: ٢٦٦] {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} منسوخ بنزول القتال {وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ} تجدوا ثوابه عند الله. الهود: جمع هائد، كالعود: جمع عائد {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ} جملة حالية. {قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} من كفار المشركين وعبدة الأوثان، فشبه هؤلاء مع كونهم أهل كتاب مع عبدة الأوثان من غير شبهة ظاهرة.

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١٤) وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥) وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (١١٦) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧) وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨) إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (١١٩) وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٢٠)}


(١) قيل: إن أول لحن سمع: هذه عصاتي. قال الأزهري: ويقال للعصا عصاة بالهاء، يقال: أخذت عصاته. قال: ومنهم من كره هذه اللغة؛ روى الأصمعي عن بعض البصريين قال: سميت العصا عصا؛ لأن اليد والأصابع تجتمع عليها مأخوذ من قول العرب: عصوت القوم أعصوهم إذا جمعتهم على خير أو شر. قال: ولا يجوز مد العصا ولا إدخال التاء معها وقال الفراء: أول لحن سمع بالعراق هذه عصاتي بالتاء.
ينظر: لسان العرب (عصا).
(٢) تقدم التعليق على ذلك عند تفسير الآية (٧٣) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>