للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقولكن خاضعا؛ أي: مثل كلام المريبات والمومسات (١). {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ} أي: ريبة وفجور. {قَوْلاً مَعْرُوفاً} بعيدا من طمع المريب بحدة وخشونة من غير تخنيث أو قولا خشنا مع كونه خنثا.

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤)}

وقرئ {وَقَرْنَ} بفتح القاف (٢) من وقر يقر وقارا ومن قرّ يقرّ، حذفت الراء الأولى من رائي "اقررن" ونقلت حركتها إلى القاف؛ كما قيل: ظلن.

و {الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى} هي القديمة التي يقال لها: الجاهلية الجهلاء. وهي الزمن الذي ولد فيه إبراهيم، كانت المرأة تلبس الدرع من اللؤلؤ وتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال. وقيل: ما بين آدم ونوح. وقيل: ما بين إدريس ونوح. وقيل: زمن داود وسليمان، والجاهلية الأخرى ما بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهم.

ويجوز أن تكون الجاهلية الأولى جاهلية الكفر، والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق، والمراد: لا تحدثن في الإسلام (١٩٣ /أ) جاهلية تشبهن فيها بجاهلية الكفر. وأمرهن أمرا خاصا بالصلاة والزكاة، ثم جاء به عامّا في جميع الطاعات؛ لأن هاتين الطاعتين - البدنية والمالية - هما أصل سائر الطاعات، والصواب في قوله: جاء بالأمر عامّا لجميع الطاعات.

أنه مطلق ولا عموم في المطلقات، والصلاة والزكاة أصلان لسائر الطاعات؛ من اعتنى بهما اعتنى بسائر العبادات، وإنما خاطبهن بالأمر وحدهن؛ ليكون احترازهن عن الوقوع في


(١) المومسات: جمع المومسة وهي الفاجرة، وتجمع على ميامس أيضا وموامس. وامرأة مومس ومومسة: فاجرة زانية تميل لمريدها، وربما سميت إماء الخدمة مومسات، والمومسات: الفواجر مجاهرة.
ينظر: لسان العرب (ومس)، النهاية في غريب الأثر لابن الأثير (٣/ ٣٧٣).
(٢) قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر "وقرن" بالفتح، وقرأ الباقون "وقرن" بالكسر.
تنظر القراءات في: البحر المحيط (٧/ ٢٣٠)، الحجة لابن خالويه (ص: ٢٩٠)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٥٧٧)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤١٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٥٢١ - ٥٢٢)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٦٠)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>