للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتناوش: التناول، إلا أن التناول يقع على ما فيه رفق وما لا رفق فيه، والتناوش يقع على ما لا رفق فيه أصلا، وهذا تمثيل لطلبهم ما لا يتأتى، وهو قبول الإيمان عند نزول العذاب؛ كما أن المؤمنين نفعهم إيمانهم قبل مجيء القيامة.

{وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (٥٤)}

{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} حكاية حال ماضية كقوله: {باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} (١) {ما يَشْتَهُونَ} هو قبول الإيمان يوم القيامة؛ لقوله: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا} الآية (٢).

{بِأَشْياعِهِمْ} من كان على مثل عقيدتهم (٢٠٦ /أ) ومذهبهم.

{مُرِيبٍ} إما أن يكون من أرابه: إذا حصل فيه الريب، أو من أراب الرجل: إذا صار ذا ريب.

***


(١) سورة الكهف، الآية (١٨).
(٢) سورة غافر، الآية (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>