{وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ} شواق الماء بجريها؛ يقال: مخرت السفينة الماء. ويقال للسحاب: بنات مخر؛ لأنها تمخر الهواء، والسفن الذي اشتقت منه السفينة من المخر؛ لأنها تسفن الماء كأنها تقشره. {مِنْ فَضْلِهِ} الضمير عائد إلى الله تعالى ولم يسبق له ذكر، وإنما أعاد الضمير لما دل عليه الكلام من سياقه. وحرف الرجاء مستعار، أي: عاملنا معاملة الراجي. و {فُراتٌ} الذي يكسر العطش. والسائغ: السريع الانحدار إلى المعدة (٢٠٨ /أ) لحلاوته. و {مِلْحٌ} على فعل، والأجاج: الذي يحرق بملوحته، هذه طريقة الاستطراد وذكر البحرين، وجر ذكرهما ما فيهما من المنافع، وتحتمل وجها غير الاستطراد: وهو أن الله ضرب البحر الملح للكافر ثم فضل البحر على الكافر بما يستخرج من البحر من اللؤلؤ والسمك، والكافر خلو من المنفعة بالكلية؛ فهو كقوله تعالى:{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ}(١). ضرب مثلا للقلوب بالحجارة ثم فضل الحجارة على القلوب بما خلق الله فيها من المياه والمنافع؛ فقال:{وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ} إلى آخر الكلام. {ذلِكُمُ} مبتدأ {اللهُ} خبر {رَبُّكُمْ} خبر بعد خبر.
{لَهُ الْمُلْكُ} خبر آخر، ويجوز أن يكون اسم الله عز وجل عطف بيان ل "ذلكم" ويجوز أن يكون صفة ل "ذلكم". والقطمير: لفافة النواة وهي القشرة الرقيقة الملتفة عليها. إن تدعوا الأوثان {لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ} على سبيل الفرض والتمثيل؛ لأنهم لا يدعون ما يثبتون لهم من الإلهية.