للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا رسول المليك إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور (١)

{أَزْواجاً} أصنافا، أو ذكرانا وإناثا. {بِعِلْمِهِ} في موضع الحال، أي: لا معلومة له.

فإن قلت: ما معنى قوله: {وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ؟} قلت: معناه: وما يعمر من أحد، سماه معمّرا بما هو صائر إليه. فإن قلت: الإنسان إما يعمر طويل العمر أو منقوص العمر، أي:

قصيره، فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال، فما معنى الآية؟

قلت: هذا من الكلام المتسامح فيه ثقة بصحة فهم السامعين، وعليه كلام الناس: أطال الله بقاءك، ومدّ في عمرك. وقيل: الستون حد المعمر؛ فمن بلغها فمعمر ومن لم يبلغها فمنقوص العمر. والكتاب: اللوح، ويجوز أن يراد بكتاب الله تعالى علمه أو صحيفة الإنسان. ضرب البحرين الحلو والملح مثلين للمؤمن والكافر، ثم استطرد بذكر ما أنعم به في أحدهما أو فيهما من أكل السمك واستخراج اللؤلؤ والمرجان.


= يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك، ثم أسلم عبد الله الزبعري عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران، فرماه حسان بن ثابت ببيت واحد فما زاده عليه: لا تعد من رجلا أحلك بغضه نجران فى عيش أجد أثيم، فلما بلغ ذلك ابن الزبعري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل عذره، ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد، ومن قوله بعد إسلامه للنبي عليه السلام معتذرا:
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور
إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ... أنا في ذاك خاسر مثبور
يشهد السمع والفؤاد بما قلت ... ونفسي الشهيد وهي الخبير
إن ما جئتنا به حقّ صدق ... ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والصدق والبر ... وفي الصدق واليقين السرور
أذهب الله ضلة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور
في أبيات له، والبور: الضال الهالك وهو لفظ للواحد والجمع، توفي سنة (١٥ هـ‍).
تنظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر (٣/ ٩٠١ - ٩٠٣).
(١) ينظر البيت في: الاستيعاب لابن عبد البر (٣/ ٩٠٢)، تفسير ابن جرير الطبري (١٣/ ٢١٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٦١)، غريب الحديث للخطابي (١/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>