للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفرق بين اللغوب والنصب أن النصب: التعب، واللغوب: ما يحصل بسبب النصب، والنصب: نفس المشقة، واللغوب: نتيجته.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧) إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاّ خَساراً (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاّ غُرُوراً (٤٠)}

وقرئ {فَيَمُوتُوا} (١) عطفا على قوله: {لا يُقْضى} كقوله: {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (٢) {كَذلِكَ نَجْزِي} أي: مثل ذلك الجزاء نجزي. {يَصْطَرِخُونَ} من الصراخ، وهو الصياح بجهد. فإن قلت: لم حذف الموصوف في قوله: {نَعْمَلْ صالِحاً} وأقام الصفة مقامه؟ وما فائدة قوله: {غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ} على أنه يوهم أنهم كانوا يعملون صالحا غير هذا العمل؟

قلت: لزيادة التحسر على ما فاتهم من العمل الصالح، وأما الوهم فزائل بسياق الكلام، ودليل الغضب في قوله: {فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}. {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} أي: فيقال لهم: أو لم نعمركم؟ {ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} وهو يشمل كل من أدرك من عمره وقتا يمكنه فيه العمل، إلا أن التوبيخ على صاحب العمر الأطول أولى. وروي أن العمر الذي أعذر الله فيه لمن أدركه ولم يتذكر ستون سنة. وقيل: ما بين العشرين إلى الستين. وقيل:

ثماني عشرة سنة. و {النَّذِيرُ} الرسول. وقيل: الشيب. وعطف قوله (٢١٠ /أ)


= (٧/ ٣١٥)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٦٩)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٧٦)، مختصر الشواذ لابن خالويه (ص: ١٢٤).
(١) قرأ بها الحسن وعيسى بن عمر. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٣١٦)، تفسير القرطبي (١٤/ ٥٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٧٠)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ٣٥٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٧٧)، المحتسب لابن جني (٢/ ٢٠١).
(٢) سورة المرسلات، الآية (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>