للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يذهبون مهطعين إلى الداعي وهو إسرافيل و {الصُّورِ} القرن الذي ينفخ فيه.

وقيل: جمع صورة. وقرئ {الصُّورِ} بفتح الواو (١). و {الْأَجْداثِ} القبور، وقرئ بالفاء (٢). {يَنْسِلُونَ} يسرعون بكسر السين وضمها (٣) وهي النفخة الثانية. قرئ (من أهبنا) بمعنى: من أيقظنا، وقرئ" من بعثنا " (٤) على الجار والمجرور، و" ما "خبر وهي موصولة أو مصدرية. ويجوز أن يكون {هذَا} صفة للمرقد، و {ما وَعَدَ} خبر مبتدأ محذوف، أو {ما وَعَدَ} مبتدأ وخبره محذوف. قيل: إن الكفار يجدون بين النفختين هجعة يرفع (٢١٣ /ب) عنهم العذاب فيها، فإذا صيح بهم قالوا: {يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} وقوله: {هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ} من كلام الملائكة، أو كلام المتقين. وقيل: من كلام الكفار؛ يتذكرون ما سمعوه من الرسل، فيجيب بعضهم بعضا به.

وإذا كانت {ما} مصدرية كان التقدير: هذا ما وعد الرحمن، ولا يمكن أن يقال: وهذا صدق المرسلين، فلنرجع إلى القول بأنها موصولة، والتقدير: هذا الذي وعد الرحمن والذي صدق فيه المرسلون، من قولك: صدقني سن بكره (٥).

وقوله: {مَنْ بَعَثَنا} سؤال عن الباعث، وجوابه بتعيينه، لكن طابقه ما بعده؛ لأن المعنى: بعثكم الرحمن الذي صدق الوعد وأنبأكم به الرسل؛ كأنه قيل: الأهم بكم السؤال


(١) قرأ بها قتادة. تنظر القراءة في: البحر المحيط لأبي حيان (٦/ ٢٧٨)، تفسير للقرطبي (١١/ ٢٤٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٥٤)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٥٥٣)، المحتسب لابن جني (٢/ ٥٩)، المحرر الوجيز لابن عطية (١١/ ١٠٥).
(٢) تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٨٨) وقال السمين: وهي لغة في الأجداث.
(٣) قرأ" ينسلون "بضم السين ابن أبي إسحاق وأبو عمرو في رواية عنه. وقراءة العامة" ينسلون " بالكسر.
تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٨٨).
(٤) قرأ أبي بن كعب رضي الله عنه" من أهبّنا "وقرأ ابن عباس ب وأبو نهيك" من بعثنا".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٣٤١)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٨٨)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ٣٧٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٨٩)، مجمع البيان للطبرسي (٨/ ٤٢٨)، المحتسب لابن جني (٢/ ٢١٤).
(٥) تقدم تخريج المثل في تفسير سورة الأحزاب، الآية (٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>