للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو الدباء (١). وقيل: فائدة الدباء أن الذباب لا يجتمع عليه.

وقيل: التين. وقيل: الموز، تغطى بورقه وأكل ثمره. وروي أنه مر [زمان] (٢) على الشجرة فيبست. قيل: فقيل له: بكيت على شجرة ولم تبك على مائة ألف في يد الكافر (٣). {وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ} أي: أنبتناها عالية عليه حتى يستظل بها. {وَأَرْسَلْناهُ} ليس المعنى أنا جددنا له نبوة ورسالة، بل هذا تتمة رسالته الأولى. وقيل: هو إرسال ثان إلى قومه الأولين وإلى غيرهم. وقيل: أسلموا فسألوه أن يرجع إليهم فأبى؛ لأن الأنبياء إذا هاجروا من أرض لبعدهم من المعاصي لا يرجعون إليها. {أَوْ يَزِيدُونَ} المراد به وصفهم بالكثرة، أي: ومتى وقع نظر ناظر إليهم قال: هم مائة ألف أو يزيدون.

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)}

{فَاسْتَفْتِهِمْ} معطوف على مثله في أول السورة، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم باستفتاء قريش عن وجه إنكار البعث أولا، ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض، ثم أمره بسؤال عن القسمة الضيزى (٤) وهي جعلهم الملائكة بنات الله، وآيات القرآن مترادفة على إنكار جعل الملائكة إناثا، وإنما خص علم المشاهدة بقوله: (٢٢١ /أ) لأنه تهكم بهم، وقد قال تعالى:

{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} والولد يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. {أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ} أي:

حجة، وهذه الآيات دليل على إنكار بليغ وغضب شديد لما ذكروه، وعن الملائكة وجعلهم بنات الله، وقد نوع الكلام أنواعا وبالغ فيه بالوعيد الشديد؛ فعليك أن تشمر عن ساق للاجتهاد، وتوقر جلال الله وعظمته عما لا يليق به.


(١) الدباء: القرع. ينظر: لسان العرب (دبى).
(٢) بياض في الأصل والمثبت من الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٢).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٣٨) رقم (٣١٨٦٦)، وذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٦٢).
(٤) قسمة ضيزى: جائرة غير مستوية ناقصة غير تامة، والعرب تقول: ضزته حقه - بكسر الضاد - وضزته بضمها فأنا أضيزه وأضوزه. وذلك إذا نقصته حقه ومنعته. وضاز في الحكم أي: جار وضازه حقه يضيزه ضيزا: نقصه وبخسه ومنعه. ينظر: لسان العرب (ضيز).

<<  <  ج: ص:  >  >>