للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرفع في {آياتٌ} والجر في (اختلف.) وسمي المطر رزقا لأنه منبته.

{تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩)}

{تِلْكَ} إشارة إلى الآيات المتقدمة، و {نَتْلُوها} في محل الحال؛ أي: متلوة عليك بالحق، والعامل اسم الإشارة؛ كقوله: {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً} (١).

وقوله: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً} (٢) {يُصِرُّ} يقيم على كفره؛ من إصرار الحمار على العانة (٣)، {مُسْتَكْبِراً} عن الإيمان بالآيات. قيل: نزلت في النضر بن الحارث، وما كان يشير به من قصص أحاديث العجم ويشغل الناس (٤). والآية عامة في كل من كان مضادا لدين الله، ومعنى {ثُمَّ} في قوله: {ثُمَّ يُصِرُّ} كقول الشاعر [من الطويل]:

ولا يكشف الغمّاء إلا ابن حرّة ... يرى غمرات الموت ثمّ يزورها (٥)

وذلك أن غمرات الموت حقيقة بأن يفر رائيها، وينجو بنفسه فأما إقدامه على زيارتها فأمر مستبعد لا يفعله إلا مذلّ بنفسه.

{كَأَنْ} هي المخففة من الثقيلة والأصل: كأنه لم يسمعها، والضمير ضمير الشأن والقصة؛ كما في قوله [من الطويل]:

... كأن ظبية تعطو إلى قاصي السّلم (٦)


(١) سورة هود، الآية (٧٢).
(٢) سورة النمل، الآية (٥٢).
(٣) العانة: القطيع من حمر الوحش، والعانة: الأتان والجمع منهما عون. ينظر: لسان العرب (عون).
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٢٨٦).
(٥) تقدم تخريجه في سورة يونس، الآية (٥١).
(٦) هذا عجز بيت لعلباء بن أرقم، وصدره:
ويوما توافينا بوجه مقسم ... ينظر في: الأصمعيات (ص: ١٥٧)، الدر اللوامع (٢/ ٢٠٠)، شرح أبيات سيبويه للسيرافي (١/ ٥٢٥)، المقاصد النحوية (٣٨٤، ٤)، وبلا نسبة في: أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٧٧)، جواهر الأدب (ص: ١٩٧)، شرح الأشموني (١٤٧:١)، شرح قطر الندى (ص: ١٥٧)، -

<<  <  ج: ص:  >  >>