للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى صحائف أعمالها، ويقال لهم: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقد أضاف الكتاب إليهم بقوله: {إِلى كِتابِهَا} وإلى ذاته العلية بقوله: {هذا كِتابُنا} لأن الإضافة تكون بأدنى ملابسة، وقد لابس الجهتين. {يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ،} {فِي رَحْمَتِهِ} في جنته. {أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى} أي: يقال لهم ذلك. {وَالسّاعَةُ} بالنصب؛ عطف على {وَعْدَ اللهِ} وبالرفع (١) عطف على إن واسمها. {مَا السّاعَةُ} أي شيء الساعة؟ {إِلاّ ظَنًّا *} أثبت الظن ونفى كل ما سواه، وزيد نفي ما سوى الظن بقوله: {وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}.

{سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا *} أو عقوباتها. {نَنْساكُمْ} نترككم (٢٥٨ /أ) في العذاب؛ كما تركتم عدة {لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا} أي: كما أهملتم كالشيء الذي يطرح وراء الظهر يجعل نسيا منسيا، ومعنى إضافة اللقاء إلى اليوم الإضافة إلى محذوف، أي: كما نسيتم العمل للقاء عذاب يومكم هذا. {وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} ولا يطلب منهم إزالة العتب؛ لأنه لا سبيل إليه لأن رضا الله عنهم مستحيل.

{فَلِلّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ} فمن كان ربّا للسماوات والأرض كان حقيقا أن يحمد ويثنى عليه، وفي الحديث عن الله عز وجل: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار" (٢).

***


(١) قرأ حمزة وحده "والساعة" بالنصب، وقرأ الباقون "والساعة" بالرفع. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٥٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٣٢)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٥٩٥).
(٢) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٤٨)، وأبو داود رقم (٤٠٩٠)، وابن ماجه رقم (٤١٧٤)، وابن حبان في صحيحه رقم (٣٢٨)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (٤٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>