دَامُوا فِيهَا}، وقد يقال: إن موسى عليه السلام لا يملك الملك التام والسيطرة التامة إلا على أخيه هارون.
الفائدة السادسة والثلاثون: استجابة الدعاء، لقوله:{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ} واستجابة الله للدعاء تتضمن عدة صفات: منها: الاستجابة، ومنها: العلم، ومنها: السمع، ومنها: القدرة، كل هذه الصفات ثابتة بالاستجابة؛ لأنه لو لم يسمع لم يستجب، ولو لم يعلم ما يريد الداعي لم يستجب، ولو لم يقدر لم يستجب أيضًا.
الفائدة السابعة والثلاثون: أن التحريم يطلق على المنع القدري، لقوله:{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}؛ لأننا نعلم أن الله تعالى لم يرد أنه حرم عليهم دخولها شرعًا لكن قدرًا، وهو كذلك أعني أن التحريم يكون كونيًّا ويكون شرعيًّا، وقد ضربنا لذلك أمثلة أثناء الكلام على تفسير الآية. فمن التحريم القدري الكوني: قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ}[القصص: ١٢] تحريمًا قدريًّا، ومن التحريم الشرعي قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ}[المائدة: ٣] وقوله: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ}[الأنعام: ١٤٦].
الفائدة الثامنة والثلاثون: أن العقوبة تعم لقوله: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} وقد قال الله تعالى في آية أخرى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥].
الفائدة التاسعة والثلاثون: إرشاد الإنسان أن لا يحزن على الفاسق؛ لأنه إذا بذل جهده فيما يجب من الدعوة، فإن هداية الخلق ليست إليه بل إلى الله، فلا يحزن، ولهذا قال الله: {فَلَا