وقوله:{إِلَى الصَّلَاةِ} كلمة عامة تشمل: الجمعة والفرائض الخمس، وهل نقول: وغيرها؟
الجواب: لا نقول وغيرها، إذًا: هو عام أريد به الخاص، وهو ليس العام الذي خصص؛ لأن العام الذي خصص، أُريد عمومه أولًا، ثم ورد عبيه التخصيص ثانيًا، والعام المراد به الخاص، لم يرد عمومه أصلًا.
ولهذا نقول: الصلاة هنا عام أُريد به الخاص، الاستسقاء لا يؤذن له مع أنه يجتمع له، العيدان لا يؤذن لهما مع أنه يجتمع لهما، الكسوف لا يؤذن له مع أنه يجتمع له، قيام الليل في رمضان لا يؤذن له مع أنه يجتمع له، لكن الكسوف اختص بدعوة خاصة حتى لا يلحق بالفرائض التي تتكرر كل يوم وذلك بأن يقال: الصلاة جامعة؛ لأنه يأتي بغتة والناس غافلون.
قوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} ذلك: المشار إليه قولهم أو اتخاذهم إياها هزوًا ولعبًا، و"الباء" في قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ}: للسببية، أي: بسبب أنهم، {قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} أي: ليس لهم عقول، أي: عقول راشدة لكن لهم عقول مدركة، والفرق بينهما:
العقول المدركة: هي العقول التي يترتب عليها التكليف، وهو الوصف الذي تجده في كتب الفقهاء من شروط الصلاة مثل التمييز والعقل ... إلخ، والعقل هذا عقل إدراك.