للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غنم، بل هي أنهار خلقها الله عزّ وجل من هذا، {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ} [محمد: ١٥] ليس عصير عنب، ولا شعير، ولا غير ذلك، بل هو مخلوق هكذا، {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ} [محمد: ١٥] هل هذا العسل من نحل؟ لا، عسل خلقه الله عزّ وجل وصار أنهارًا يجري في الجنة، هذه أربعة أنواع من الأنهار مما ذكره الله لنا.

وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا} الخالد هو الباقي، والأصل في الخلود البقاء الدائم، وقد يؤكد أحيانًا بكلمة أبدًا، وقد لا يراد به الأبد الدائم بقرينة.

فالخلود إذًا؛ هو في الأصل البقاء الدائم، قد يؤكد بالأبدية، وقد لا يراد به الأبدية، فأما ما يؤكد بالأبدية فهو كثير في القرآن، في أهل الجنة وفي أهل النار، وأما ما لا يراد به التأبيد بدليل آخر، فمثل قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (٩٣)} [النساء: ٩٣]، فقوله: {خَالِدًا}: ليس المراد به التأبيد؛ لأن قتل المؤمن عمدًا لا يخرج من الإيمان، اللهم إلا من استحله، فمن استحله فهو كافر باستحلاله لا بقتله؛ لأن من استحل قتل المؤمن فهو كافر، سواء قتل أم لم يقتل، المهم اجعل على بالك أن الخلود هو البقاء الدائم، قد يؤكد بالأبدية وقد لا يراد به الأبد لدليل كما تقدم.

وقوله: {وَذَلِكَ} المشار إليه ما أثابهم الله به من الجنات {جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}، أي: مكافأتهم على عملهم، والمحسن: يعم من أحسن في عبادة الله ومن أحسن إلى عباد الله، أما الإحسان في عبادة الله: فقد فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "الاحسان: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>