للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المفرد المعرف بأل لا يعم يرد عليه بقوله تعالى {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (١)، إذ لو لم يعم كل إنسان لما استثني منه: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} الآية» (٢). وعلى تقرير صحة القاعدة ينبني فهم ألفاظ القرآن التي جاءت بهذه الصيغة. قال السعدي (٣): «القاعدة الثالثة: الألف واللام الداخلة على الأوصاف وأسماء الأجناس تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه. وقد نص على ذلك أهل الأصول وأهل العربية، واتفق على اعتبار ذلك أهل العلم والإيمان» (٤).

الوجه الثالث: تقرير أن الاستدراك الفقهي من البر والتقوى:

أما كونه من البر فلأنه مما أمر الله - تعالى - به، ذلك أن الله فرض على أهل العلم بيانَه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (٥)،


(١) العصر: (١ - ٣).
(٢) مذكرة في أصول الفقه، محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، (١٩٨).
(٣) هو: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي، التميمي. العلامة، المفسر الأصولي النحوي، أخذ عن محمد العبد الكريم الشبل، ومحمد الأمين محمود الشنقيطي، وصالح بن عثان آل قاضي وهو أكثرهم ملازمة، وعن غيرهم، وأخذ عنه جلة، منهم: إبراهيم العلي الخويطر، وحمد بن إبراهيم القاضي، عبد العزيز بن عبد الله السبيل، محمد بن صالح بن عثيمين.
له: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الدلائل القرآنية في العلوم العصرية، القول السديد في مقاصد التوحيد، وله فتاوى جمعت بعد وفاته. وله أنظام وشعر. توفي سنة ١٣٧٦ هـ.
[يُنظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، (٣/ ٢١٨)].
(٤) القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، (١٩).
(٥) آل عمران: ١٨٧.

<<  <   >  >>