للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزنا». مُستشهدًا بسياق القصة الدالة على ذلك كما هو الوارد في الأحاديث (١).

تحليل الاستدراك:

استدرك العيني على اعتماد هذا الدليل في مسألة تخيير الشاهد على حدٍّ بين إظهار شهادته وبين سترها، ذلك أن الأمر بالستر في الحديث لم يتوجه إلى شاهد! فلا دليل فيه على المسألة.

النموذج الثاني:

في (فتح الباري): «واختلف السلف في التحريق: فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا، سواء كان ذلك بسبب كفر أو في حال مقاتلة أو كان قصاصا، وأجازه علي وخالد بن الوليد (٢) وغيرهما، .... وقال المهلب (٣): ليس هذا النهي (٤)

على التحريم


(١) البناية (٨/ ١٢٢)
(٢) هو: أبو سليمان، خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشي المخزومي المكي، سيف الله تعالى، وفارس الإسلام، الأمير، قائد المجاهدين. هاجر مسلما سنة ٨ هـ، ثم سار غازيا، فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم الثلاثة: مولاه زيد، وابن عمه جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة، وبقي الجيش بلا أمير، فتأمر عليهم في الحال خالد، وأخذ الراية، وحمل على العدو، فكان النصر، وشهد الفتح وحنينا، وحارب أهل الردة، ومسيلمة، وغزا العراق، وشهد حروب الشام، ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء، ومات على فراشه، فلا قرت أعين الجبناء، توفي بحمص سنة ٢١ هـ.
[يُنظر: أسد الغابة، (٢/ ١٣٥). و: سير أعلام النبلاء، (١/ ٣٦٦)].
(٣) هو: أبو القاسم، المهلب بن أحمد بن أبي صفرة التميمي، الاسدي الأندلسي المريي. تفقه بالأصيلي والقابسي وأبي ذر الهروي وغيرهم، وعنه ابن المرابط والدلائي وحاتم الطرابلسي. شرح البخاري واختصره وله تعليق عليه. توفي سنة ٤٣٥ هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (١٧/ ٥٧٩). و: شجرة النور الزكية، (١/ ١١٤)].
(٤) الذي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ». وهو محل الشرح في (فتح الباري).

والحديث رواه البخاري في: (٤/ ٦١)، ك الجهاد، ب لَا يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ، رقم (٣٠١٧).

<<  <   >  >>