للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاستدرك عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الفهم، ببيان مدلول اللفظ المراد وهو أنه ليس على الحقيقة اللغوية، بل هو على استعمال عُرفي في الاستعارة عند بعض العرب (١) بقرينة دالة عليه وهي {مِنَ الْفَجْرِ}.

النموذج الثاني:

في (التبصرة): «وقال ابن القاسم (٢)

فيمن حل ممن أحصر بعدو: لا هدي عليه. وقال أشهب (٣) في كتاب محمد: عليه الهدي، وإن لم يجد صام، وقد قال الله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (٤). قال: هذا فيمن أحصر بعدو. وتأول ابن القاسم الآية على المرض.


(١) قال ابن حجر: «وَهَذِهِ الِاسْتِعَارَةُ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ بَعْضِ الْعَرَبِ». [فتح الباري، (٦/ ١٦٣)].
(٢) هو: أبو عبد الله، عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة، العتقي، مولاهم المصري صاحب مالك، عالمُ الديار المصرية ومفتيها، روى عن مالك، وعبد الرحمن بن شريح، ونافع بن أبي نعيم، المقرئ، وبكر بن مضر، وطائفة قليلة، وعنه: أصبغ، والحارث بن مسكين، وسحنون، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وآخرون، وقال ابن وهب لأبي ثابت: إن أردت هذا الشأن، يعني فقه مالك، فعليك بابن القاسم، فإنه انفرد به وشغلنا بغيره. له: المدونة، وهي من أجل كتب المالكية. توفي سنة ١٩١ هـ.

[يُنظر: ترتيب المدارك، (٣/ ٢٤٤). و: سير أعلام النبلاء، (٩/ ١٢٠). و: الأعلام، (٣/ ٣٢٣)].
(٣) هو: أبو عمرو، أشهب بن عبد العزيز بن داود، بن إبراهيم، القيسي، العامري، المصري الفقيه، مفتي مصر، مالكي محقق، تفقه بمالك والمدنيين والمصريين، وقرأ على نافع، قال الشافعي: ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه. وصنف كتاباً في الفقه رواه عنه سعيد بن حسان، وله كتاب اختلاف في القسامة. وله كتاب في فضائل عمر بن عبد العزيز، توفي سنة ٢٠٤ هـ.
[ينظر: ترتيب المدارك، (٣/ ٢٦٢). و: سير أعلام النبلاء، (٩/ ٥٠٠)]
(٤) البقرة: ١٩٦

<<  <   >  >>