للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النموذج الرابع: الاستدراك على الاقتصار على معرفة الأحكام الفرعية من علوم الشريعة.

في (تلبيس إبليس): «ومن ذلك أن إبليس لبس عليهم بأن الفقه وحده علم الشرع، ليس ثَم غيره، فإن ذكر لهم محدّث قالوا: ذاك لا يفهم شيئًا. وينسون أن الحديث هو الأصل. فإن ذكر لهم كلام يلين به القلب قالوا: هذا كلام الوعاظ» (١).

النموذج الخامس: الاشتغال بالمناظرة عن حفظ علوم الشرع وحفظ المذاهب.

في (تلبيس إبليس): «ومن ذلك أنهم اقتصروا على المناظرة وأعرضوا عن حفظ المذهب وباقي علوم الشرع؛ فترى الفقيه المفتي يسأل عن آية أو حديث فلا يدري، وهذا غبن، فأين الأنفة من التقصير؟ ! » (٢).

النموذج السادس: المبالغَة بصرف الوقت الكثير في علوم الآلة على حساب التفقه.

في (تلبيس إبليس): «ومن ذلك أن قومًا استغرقوا أعمارهم في سماع الحديث والرحلة فيه وجمع الطرق الكثيرة، وطلب الأسانيد العالية والمتون الغريبة، وهؤلاء على قسمين: قسم قصدوا حفظ الشرع بمعرفة صحيح الحديث من سقيمه، وهم مشكورون على هذا القصد، إلا أن إبليس يلبس عليهم بأن يشغلهم بهذا عما هو فرض عين من معرفة ما يجب عليهم والاجتهاد في أداء اللازم والتفقه في الحديث ... القسم الثاني قوم أكثروا سماع الحديث، ولم يكن مقصودهم صحيحًا، ولا أرادوا معرفة الصحيح من غيره بجمع الطرق، وإنما كان مرادهم العوالي والغرائب، فطافوا البلدان؛ ليقول أحدهم:


(١) (١١٧).
(٢) (١١٦).

<<  <   >  >>