للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقيت فلانًا، ولي من الأسانيد ما ليس لغيري، وعندي أحاديث ليست عند غيري ... » ثم قال: «وهذا كله من الإخلاص بمعزل، وإنما مقصودهم الرياسة والمباهاة» (١).

النموذج السابع: الاستدراك على مطالعة كتب ضارة، أو غير نافعة.

في (تلبيس إبليس): «وعن سعيد بن عمرو البرذعي (٢) قال: شهدت أبا زرعة (٣)

- وسئل عن الحارث المحاسبي (٤) وكتبه - فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه الكتب كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمة صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟ وهؤلاء قوم خالفوا أهل العلم، يأتوننا


(١) (١١١ - ١١٣).
(٢) هو: أبو عثمان، سعيد بن عمرو بن عمار الأزدي البرذعي، الإمام الحافظ الناقد. رحال، جوال، مصنف. وبرذعة بلد من أعمال أذربيجان. توفي سنة ٢٩٢ هـ.
[يُنظر: تذكرة الحفاظ، (٢/ ٧٤٣). و: سير أعلام النبلاء، (١٤/ ٧٧)].
(٣) هو: أبو زرعة، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، القرشي المخزومي الرازي، أحد الأئمة المشهورين، والأعلام المذكورين والجوالين المكثرين، والحفاظ المتقنين، محدث الري، وطلب هذا الشأن وهو حدث، وارتحل إلى الحجاز والشام، ومصر والعراق والجزيرة وخراسان، وكتب ما لا يوصف كثرة، وكان إماما ربانيا متقنا حافظا مكثرا صادقا قدم بغداد غير مرة. توفي سنة ٢٦٤ هـ.

[يُنظر: تاريخ بغداد، (١٠/ ٣٢٦). و: سير أعلام النبلاء، (١٣/ ٦٥). و: تهذيب الكمال، (١٩/ ٨٩)].
(٤) هو: أبو عبد الله، ، الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي، شيخ الصوفية، صاحب التصانيف الزهدية، أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، قال الخطيب: وللحارث كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما وكتبه كثيرة الفوائد جمة المنافع. وقال الذهبي: المحاسبي كبير القدر، وقد دخل في شيء يسير من الكلام فنقم عليه. توفي سنة ٢٤٣ هـ.
[يُنظر: تاريخ بغداد، (٨/ ٢١١). و: سير أعلام النبلاء، (١٢/ ١١٠)].

<<  <   >  >>