للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الدبيلي (١) ومرة بحاتم الأصم (٢) ومرة بشقيق (٣).

ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع» (٤).

النموذج الثامن: الاستدراك على دراسة الأقوال واتباعها دون التبصر فيما اعتمدت عليه.

من ذلك قول المزني لبعض مخالفيه في الفقه: من أين قلتم كذا وكذا؟ ولم قلتم كذا وكذا؟ فقال له الرجل: قد علمتَ يا أبا إبراهيم أنّا لسنا لَمِيّة، فقال المزني: إن لم تكونوا لَمِيّة فأنتم إذن في عميَّة (٥).

الفرع الثاني: الاستدراك الفقهي على الدرس الفقهي باعتبار منهج الأداء، وتطبيقاته.

والمقصود بمنهج الأداء: الطريقة التي يُوَصّل بها الفقه.

واستدرك الفقهاء على جوانب عدة في منهج أداء الفقه من ذلك ما في النماذج التالية:


(١) لم أعرفه.
(٢) هو: أبو عبد الرحمن، حاتم بن عنوان بن يوسف، البلخي، الأصم، الزاهد القدوة الرباني، له كلام جليل في الزهد والمواعظ والحكم، كان يقال له: لقمان هذه الأمة، وقدم حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل واجتمع معه، علّق الذهبي على بعض مواعظه قائلاً: هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم، لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو والجمع. توفي سنة ٢٣٧ هـ.
[يُنظر: تاريخ بغداد، (٨/ ٢٤١). و: سير أعلام النبلاء، (١١/ ٤٨٤)].
(٣) هو: أبو علي، شقيق بن إبراهيم الأزدي البلخي، الإمام الزاهد شيخ خراسان، صحب إبراهيم بن أدهم، وهو أستاذ حاتم الأصم، وهو نزر الرواية، وقد جاء عن شقيق مع تألهه وزهده أنه كان من رؤوس الغزاة، وقتل شقيق في غزاة كولان سنة ١٩٤ هـ.

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٩/ ٣١٣). و: وفيات الأعيان، (٢/ ٤٧٥)].
(٤) ... (١٦١).
(٥) جامع بيان العلم وفضله، (٩٨٦).

<<  <   >  >>