للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - إهمال التوسع في الاطلاع على فقه الآخرين.

وفي هذا نقل في (حلية الأولياء) عن أيوب السختياني (١): «إنك لا تبصر خطأ معلمك حتى تجالس غيره» (٢).

ونقل في (ترتيب المدارك) عن عبد الحق الصقلي (٣)

رجوعه واستدراكه لكثير من اختياراته وتعليلاته في كتاب (الفروق لمسائل المدونة) وأنه قال: لو قدرتُ على جمعه وإخفائه لفعلت أو نحو هذا (٤). وعزا الباحث/ د. عشاق هذا للُقِيِّه بإمام الحرمين في المشرق وأخذه عنه، وقال: «وهذا ضرب من النقد الذاتي الذي يفرزه التحكك بعلوم الآخرين وآرائهم» (٥).

١٠ - التقصير في تدبّر المسائل والأقوال والأدلة.

والتأمل في النص - دليلاً كان أو قولاً - منهج المحققين.

فقد كتب ابن أبي مليكة (٦) إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - يسأله أن يكتب له كتابًا ويُخفيِ عنه، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ولدٌ ناصح، أنا أختار له الأمور


(١) هو: أبو بكر، أيوب بن أبي تميمة كيسان، السختياني، العنزي، مولاهم، البصري، الأدمي، الإمام الحافظ، كثير العلم حجة، من صغار التابعين، رأى أنس بن مالك، توفي سنة ١٣١ هـ.
[يُنظر: طبقات ابن سعد، (٧/ ٢٤٦). و: سير أعلام النبلاء، (٦/ ١٥). و: تقريب التهذيب، (١٥٨)].
(٢) حلية الأولياء، وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، (٣/ ٩).
(٣) هو: أبو محمد، عبد الحق بن محمد بن هارون، السهمي القرشي، الصقلي، الإمام، شيخ المالكية، تفقه على أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، والأجدابي، وحج، فلقي عبد الوهاب صاحب (التلقين)، وأبا ذر الهروي، وناظر بمكة أبا المعالي إمام الحرمين، وباحثه. وله كتب منها: النكت والفروق لمسائل المدونة، وتهذيب الطالب، واستدراك على مختصر البراذعي. توفي سنة ٤٦٦ هـ.

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (١٨/ ٣٠١). و: شجرة النور الزكية، (١/ ١١٦)].
(٤) (٨/ ٧٢ - ٧٣).
(٥) منهج الخلاف والنقد الفقهي عند الإمام المازري، (١/ ٥٩).
(٦) أبو بكر ويقال أبو محمد المكي، عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، زهير بن عبد الله بن جدعان، القرشي التيمي المكي، الإمام الحجة الحافظ، ولد في خلافة علي - رضي الله عنه - أو قبلها، وكان عالما مفتيا صاحب حديث وإتقان، معدود في طبقة عطاء، ولي القضاء والأذان لابن الزبير، توفي سنة ١١٧ هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٥/ ٨٨). و: تهذيب الكمال، (١٥/ ٢٥٦)].

<<  <   >  >>