- باعتبار وجوه الاجتهاد الكلية في بحث حكم المسألة الفقهية.
- باعتبار جنس مُتعلّق الاستدراك الفقهي.
٣١ - استدراك الفقيه على نفسه يطرح أهمية ودلالات سلوكية: فهو مصدرٌ أساس في معرفة المعتمد من قول إمام المذهب، ويقي الناقل من النسبة الخاطئة للرأي المستقر لدى فقيه في مسألة، ويُفيد الناظر الشجاعة في إبداء الاستدراك الفقهي عند تحقق الصواب، وهو أمر ناتج عن توسُّع المدارك، وله دلالاته من خشية الله، ونبذ الكِبْر الذي يقتضي بطَر الحقّ.
٣٢ - استدراك الفقيه على موافق له في المذهب يطرح أهمية ودلالات سلوكية: فبه يكون تصحيح المذهب، وتيسير الوصول إلى مسائله، وتحرير المعتمد فيه، ونقد الأقوال، والتقريب بين المذاهب، وهو من دلالات النصيحة للدين، ونبذ التعصّب للمذهب بدون دليل. كما أن من الوفاء لمذهبه أن يذبّ عنه ما ليس منه، وأن يسعى في إصلاحه.
٣٣ - استدراك الفقيه على مخالف له في المذهب إذا استعمل في ابتغاء الحق والإنصاف فإنه من وسائل التقريب بين المذاهب الفقهية، وتوسيع مجال النظر في الأدلة نصوصًا، ووجوهَ دلالة.
٣٤ - من فوائد الاستدراك على المستدرك: عدم التسليم لكل استدراك بالصحة، وإنما العبرة بمضمون الاستدراك، كما يفيد أن الاختلاف في المسائل أمر طبيعي لا يُحسم في كثير من المسائل، وأن لدى المُخالف وجهًا قد يخفى على مُخالفه. وهو نوع ألقى بأبعاده على الفقه الإسلامي نموًّا وتقارُبًا وتحريرًا، وظهر فيه الحوار الإيجابي في أعلى صوره تكاملاً في الجهود، وكشفًا لمدارك الأحكام، وإظهارًا لأوجه الاستدلال المتنوعة من دليل واحد، واستثمارًا لدلالات النصوص ومفاهيمها.
٣٥ - الاستدراك على شخص مقدَّر له أهمية ودلالات سلوكية: فهو تدارُكٌ للأمر قبل وقوعه؛ وتهيئةٌ للمستفيد لمواجهة ما قد يرد عليه من إشكالات قد يحارُ في الجواب عنها، فيُعطيه الفقيه من خبرته التي حصّلها من ممارسة