أما الاشتقاق- فهو أن الجمع مأخوذ من الاجتماع والانضمام، وهو حاصل في الاثنين، كما أنه حاصل في الثلاث.
وأما الاستعمال- فهو قوله تعالى:{ودَاوُدَ وسُلَيْمَانَ إذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ} إلى قوله: {وكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}. وقال تعالى لموسى وهارون:{إنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ}. وقال تعالى:{عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} وهما يوسف وأخوه. دلَّ عليه قوله عليه السلام:"اثنان فما فوقهما جماعة" أخبر أن الاثنين جمع.
والجواب:
أما الاشتقاق- قلنا: الجمع مأخوذ من اجتماع خلص، وهو اجتماع الثلاث، وموضوع له، لا لمطلق الاجتماع لما ذكرنا، وهذا لا يوجد في الاثنين.
وأما الاستعمال- قلنا: أولًا: لا نسلم بأن لفظ الجمع في هذه المواضع استعمل في الاثنين، بل في الثلاث وما فوقه.
وأما قوله تعالى:{وكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} أي حكمهما مع الجمع المحكوم عليهم. وقوله تعالى:{إنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ} يعني موسى وهارون