إلا أنا نقول بأن الخبر عن الشيء على ما هو به لا يكون إلا صدقاً في نفسه، والخبر عن الشيء على خلاف ما هو به لا يكون إلا كذباً في نفسه. لأن كل من سمع خبراً، ويعلم أن الخبر به كما أخبر يقول:((صدق)). ولو علم أنه على خلافه يقول:((كذب))، ولا يخطر بباله كونه معتقداً أو غير معتقد، ولا يتفحص عن حاله في ذلك -دل عليه أنه لا يثبت بأحد اللفظين، وينتفى بالآخر. [و] لا يصح أن يقال: هذا خبر تناول مخبراً كما هو تناوله وليس بصدق وكذا على القلب.
والدليل على أن الاعتقاد والظن ليس بشرط أن يهودياً لو قال:((محمد ليس بنبي)) لم يمتنع أحد من وصفه بأنه كاذب، وإن جاز أن يكون معتقداً خلاف ما قال أو ظاناً له. ولو قال مسلم:((محمد رسول الله)) لم يمتنع أحد