للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك فقد أشار إلى ظاهرة عودة الدين اللاهوتي الكاثوليكي الأمريكي چورچ ويجل George Weigel فقال: «إن تطهير العالم من النزعة العَلْمانية الدنيوية هي إحدى الحقائق السائدة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين» (١).

ويقول چورچ قُرم (٢): «في ستينات القرن المنصرم، كان الاختصاصيون أو الخبراء يتحدثون عن حركة (إثنية/قومية). واليوم، تبدو الهوية الدينية أنها هي التي تريد أن تحتوي كل شيء: الغرب اليهودي-المسيحي، العالم الإسلامي أو العربي الإسلامي، القدس التي صارت عاصمة (أبدية) لدولة إسرائيل، مكة، روما، التي هي، سلمًا أو عنوةً، أماكن تجمُّع كبرى؛ ولكنها تريد أيضًا احتواء موسكو، أثينا أو بلجراد، هذه المراكز الحيوية للكنيسة الأرثوذكسية المتجددة جرّاء سقوط الشيوعية؛ فيما الأصولية الپروتستانتية (٣)

أو الإنجيليون الجُدُد والحركات السلفية المسيحية الأخرى Born Again Christians تشارك هي أيضًا، وبجلاء، في ديكورات العالم الجديد».

وتأمل ما صرح به رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير Tony Blair لجريدة


(١) انظر، صامويل هنتنجتون: صراع الحضارات، ص (١٢٧).
(٢) د. چورچ قُرم: المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين، ص (٢٠).
(٣) ظهر لأول مرة مصطلح (الأصولية)، في كتاب (الأصول: دليل إلى الحق The Fundamentals: A Testimony to the Truth) الضخم المكون من ١٢ جزءًا، والتي تم دمجها في أربعة مجلدات، وقام بتحريره ألفرد ديكسون Alfred C. Dixon (١٨٥٤ - ١٩٢٥ م) وروبين توري Reuben A. Torrey (١٨٥٦ - ١٩٢٨ م)، وموَّل طباعته ونشره في عام ١٩٠٩م رجل الأعمال الأمريكي ليمان ستيوارت Lyman Stewart (١٨٤٠ - ١٩٢٣ م) وأخيه ميلتون Milton، واللذان عملا على توزيعه بالمجان على المؤسسات التبشيرية ومدارس الأحد والجهات المهتمة بهذا الشأن. ولقد دوَّن فيه الكاتبان ما اعتبراه أصول الديانة النصرانية الحقة، ثم تناقلته الأيدي حتى صار بعد ذلك المرجع الرئيسي الذي قامت عليه الحركة الأصولية الپروتستانتية الحديثة. ومما يذكر أنه حتى عام ١٩٥٠م لم تكن أدرجت كلمة (أصولية Fundamentalism) في قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية، في حين أن كلمة (أصولي Fundamentalist) قد أضيفت إلى الطبعة الثانية عام ١٩٨٩م. [انظر، موسوعة ويكيپيديا، مادة: The Fundamentals، ومادة: Fundamentalism، وانظر مقدمة روبين توري لكتاب (الأصول)] ..

<<  <   >  >>