للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو نتاج نظرية ثورية فورية أو فكرة انقلابية جذرية أو عودة مشيحانية أو حتمية تاريخية أو بيئية أو وراثية أو العنصر الاقتصادي أو الدافع الجنسي».

أما النموذج المركب: فهو النموذج الذي «يحوي عناصر متداخلة مركبة (أهمها الفاعل الإنساني ودوافعه) بحيث يعطي الإنسان صورة مركبة عن الواقع ولا يختزل أيًا من عناصره أو مستوياته المتعددة أو تناقضاته أو العوامل المادية والروحية، المحدودة واللامحدودة والمعلومة والمجهولة، التي تعتمل فيه. وهو النموذج الذي لا يمكنه أن يطرح نهاية للأشياء بسبب تركيبيته، فهو نموذج تفسيري اجتهادي منفتح وليس نموذجًا موضوعيًا متلقيًا ماديًا» اهـ (١).

ونحن حينما نتعرض للتاريخ اليهودي على وجه الخصوص، نجد الدكتور المسيري يعرفه بأنه «مصطلح يتواتر في الكتابات الصهيونية والغربية، وفي الكتابات العربية المتأثرة بها. وهو مصطلح يفترض وجود تاريخ يهودي مستقل عن تواريخ الشعوب والأمم كافة، كما يفترض أن هذا التاريخ له مراحله التاريخية وفتراته المستقلة ومعدل تطوُّره الخاص، بل وقوانينه الخاصة. وهو تاريخ يضم اليهود وحدهم، يتفاعلون داخله مع عدة عناصر مقصورة عليهم، من أهمها دينهم وبعض الأشكال الاجتماعية الفريدة. ومفهوم التاريخ اليهودي مفهوم محوري تتفرع منه وتستند إليه مفاهيم الاستقلال اليهودي الأخرى ومعظم النماذج التي تُستخدَم لرصد وتفسير سلوك وواقع أعضاء الجماعات اليهودية» اهـ (٢).

المسألة كما يتبين من الوهلة الأولى معقدة بعض الشيء ومتشعبة المسالك. ولذا، فإن المتجه لدينا - لعدم الاستطراد - هو تبيان خطورة سيطرة هذه الرؤية الاختزالية للتاريخ اليهودي على الفكر الإسلامي المعاصر، مع الاجتهاد في وضع الأمور في نصابها الشرعي الصحيح، لعلي أكون صاحب أجرين إن أصبت، أو أجر واحد إن أخطأت ..


(١) للتوسع، انظر، د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (١/ النموذج الاختزالي والنموذج المركب).
(٢) السابق (٤/ تاريخ يهودي أم تواريخ جماعات يهودية؟).

<<  <   >  >>