للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد امتد نشاط المرابي اليهودي إلى بني جلدته، ولكن الإقراض في هذه الحالة كان يأخذ شكلًا خاصًا حتى يتم التحايل على أشكال التحريمات الدينية الخاصة بعدم إقراض اليهودي بالربا؛ فكان المرابي يصبح شريكًا موصيًا أو شريكًا يشترك بالمال لا بالعمل وينال نصيبًا من الربح إذا كسبت التجارة، ولا يخسر شيئًا من ماله إذا لم يربح (١).

ولكن ..

لا يعني ما تقدم سرده تهميش دور الخلفية العقائدية الأصلية التي قامت عليها صور العداء تلك بين اليهود والنصارى، خاصة وأن المناخ العام كان دينيًا بسبب سيطرة الكنيسة والحاخامات كما سبق أن ذكرنا.

«ففي القرن الرابع عشر، كانت العروض المسرحية المسماة (آلام المسيح) - والتي كانت تستغرق عدة أيام، وكانت من أكثر الأشكال الفنية الشعبية شيوعًا - تؤكد قسوة اليهود على المسيح وخيانتهم له، الأمر الذي كان يعمِّق كره اليهود في الوجدان الشعبي» (٢).

وقبل هذا الوقت [في القرن الثالث عشر] هاجمت المراجع المسيحية اليهودية مستخدمة إما ذرائع توراتية أو ذرائع عامة، وكان واضحًا أن الحملة المسيحية ضد التلمود جاءت نتيجة لتحول يهود ضالعين جدًا في التلمود إلى المسيحية (٣)، فكانوا يُعرِّفون القيادات المسيحية وجماعات الرهبان بما جاء في التلمود (وبعض الكتب الدينية اليهودية الأخرى) من هجوم شرس على المسيح والمسيحية وبعض عادات اليهود الأخرى التي تهدف إلى عزلهم عن مجتمع الأغيار (٤).


(١) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٢/ جماعة يهودية وظيفية مالية (الربا والإقراض)).
(٢) السابق (٢/ الصور الإدراكية النمطية وكلاسيكيات وتاريخ معاداة اليهود حتى بداية القرن الثامن عشر) بتصرف يسير.
(٣) إسرائيل شاحاك: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا، ص (٤٥) باختصار.
(٤) انظر، د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٢/ الصور الإدراكية النمطية وكلاسيكيات وتاريخ معاداة اليهود حتى بداية القرن الثامن عشر).

<<  <   >  >>