للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبقي المتميز وقوانين الطعام الخاصة بهم» (١).

وكان من التهم التي وجهت إليهم كذلك تهمة السحر، ومما رسَّخ هذا الاعتقاد - علاوة على قيام اليهود فعلًا بالأعمال السحرية (٢) - هو إنتاج المرابي اليهودي الثروة الضخمة عن طريق تحريك بسيط لأمواله لا عن طريق أي جهد مبذول.

وكان من أكثر التهم المثيرة للجدل والتي أثارت الكثير من المشاكل هي تهمة الدم: والتي تتلخص في أن اليهودي يقوم بذبح أي شخص غير يهودي نصراني أو مسلم، ليستخدم دمه في صنع فطيرة عيد الفصح، أو مزجه بالشراب أو استخدامه في الولائم والحفلات الكبرى التي لها صبغة دينية، حيث يضعون قطرات من الدم البشري على الخمور ..

تقول الدكتورة سناء عبد اللطيف (٣): «وإن كان بعض الكُتَّاب اليهود ينفون عن الشعب اليهودي هذه التهمة ويعتبرونها افتراءً عليهم، إلا أن كثيرًا منها يبدو ملتصقًا باليهود بالفعل، وذلك بسبب ما كانوا فيه من ظلمات الجهل، والتعلُّق بكثير من البدع والخرافات التي أدَّى فيها حقدهم على البشر دورًا كبيرًا. وقد اعترف بذلك المؤرخ اليهودي برنارد لازار Bernard Lazare [١٨٦٥ - ١٩٠٣ م] في كتابه (اللاسامية، تاريخها وأسبابها L'Antisémitisme, son histoire et ses causes) حيث قال: "إن حوادث الدم البشري ليست خرافة، وإن عادة ذبح الأطفال ترجع إلى السحرة اليهود الذين يهتمون بعلوم السحر والشعوذة"، ويقول يهوشافاط هركابي Yehoshafat Harkabi [١٩٢١ - ١٩٩٤ م]: "إن اليهود في الواقع ينكرون استعمالهم دم البشر، لكن الحقيقة أن هذا صحيح، ولا سيما من اعترافات اليهود الذين تركوا دينهم؛ مثل اعترافات الحاخام أبي العافية الذي اعتنق الإسلام، والحاخام تاوينستوس الذي اعتنق المسيحية، والذي شهد بأن اليهود يؤمنون بأن الدم المسيحي ضروري لأداء بعض الطقوس الدينية"». ثم


(١) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٤/ الموت الأسود).
(٢) جاء بسفر أشعياء (٥٧: ٣): «أما أنتم فاقتربوا إلى هنا يا بني الساحرة يا نسل الفاسق والزانية».
(٣) د. سناء عبد اللطيف: الجيتو اليهودي، ص (١٠١) بتصرف.

<<  <   >  >>