للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرنسي ألكسندر دوما (الأب) Alexandre Dumas, père [١٨٠٢ - ١٨٧٠ م] لما تحتويه من أفكار وحلول صهيونية. ولكن هذا كان قبل أن يكتشف الاستعمار الغربي» اهـ.

ولذلك، فإنه من الممكن لنا تسمية الاتجاه الذي كان يسلكه الزعماء الصهاينة الأوائل بأنه (صهيونية بلا صهيون)! ونحن لن نتوقف لاستعراض الأماكن المقترحة لتنفيذ المشروع الصهيوني ومناقشة آراء المؤيدين والمعارضين لها، ولكن نذكر أنه في نهاية المطاف استقرت بريطانيا على المشروع الصهيوني الفلسطيني. ويرجع هذا إلى عدة عوامل، كما يذكر هيكل (١): «إن الزعيم الصهيوني ناحوم سوكولوف، رفيق هرتزل في فكرة تأسيس الدولة، كتب في مذكراته يقول إنه فكر طويلًا وتأمل في الأسباب التي دعت إنجلترا إلى التحمس للمشروع الصهيوني في فلسطين ومساندته. وقال في مقدمة هذه المذكرات:

"إنني سألت نفسي كثيرًا عن أسباب تأييد إنجلترا لحركتنا وتوصلت إلى أربعة أسباب أرتبها كما يلي:

١ - الطابع الإنجيلي للشعب الإنجليزي.

٢ - تأثير الإنجيل في الأدب الإنجليزي.

٣ - محبة فلسطين عند الإنجليز.

٤ - السياسة الإنجليزية في الشرق الأدنى طوال القرن التاسع عشر".

ومن البدهي أن الأسباب الثلاثة الأولى تنتمي إلى عالم التأليف والإنشاء، وأما السبب الرابع فهو وحده السبب الذي ينتمي إلى عالم الحقائق والمصالح».

يقول وايزمان (٢): «وللقارئ أن يسأل: ولماذا كانت حماسة الإنجليز لليهود، وشدة عطفهم على أماني اليهود في فلسطين؟ والجواب على ذلك أن الإنجليز لا سيما من كان منهم من المدرسة القديمة، هم أشد الناس تأثرًا بالتوراة، وتديُّن الإنجليز هو الذي


(١) محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (١/ ٤٢).
(٢) مذكرات وايزمان، ص (٤٤).

<<  <   >  >>