للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من الزاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين» (١).

يقول رحمة الله الهندي (٢): «ولا يصدق هذا الوصف على عيسى - عليه السلام - لأنه قال: "ومن سمع أقوالي ولم يؤمن بي لا أدينه، لأني ما جئت لأدين العالم بل لأخلص العالم" (٣)، وصدقه على محمد - صلى الله عليه وسلم - غير محتاج إلى البيان، لأنه كان مأمورًا بتنبيه الفجار الأشرار، فإن سقطوا عليه ترضضوا، وإن سقط هو عليهم سحقهم» اهـ.

كذلك فلقد جاء بإنجيل يوحنا ما يلى: «وأنا أطلب إلى الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (٤):

فيلاحظ العلماء أن كلمة (مُعَزِّي Comforter) يقابلها في النص اليوناني كلمة (فارقليط Paraclitos)، ويقول أهل اللغة أن كلمة Paraclete/Paraclitos هي في الأصل كلمة Periclyte/Periclitos، وهي الكلمة التي يعتقد أن السيد المسيح - عليه السلام - تلفظ بها، وهي كلمة سريانية أو أرامية بمعنى أحمد أو الإنسان الذي يحمد حمدًا كثيرًا.

يقول رحمة الله الهندي (٥): «قد وصلت إليَّ رسالة صغيرة في لسان أردو من رسائل القسيسين في سنة ألف ومائتين وثمان وستين من الهجرة، وكانت هذه الرسالة طبعت في كلكته وكانت في تحقيق لفظ فارقليط، وادعى مؤلفها أن مقصوده أن ينبه المسلمين على سبب وقوعهم في الغلط من لفظ (فارقليط)، وكان ملخص كلامه: "أن هذا اللفظ معرَّب من اللفظ اليوناني، فإن قلنا إن هذا اللفظ اليوناني الأصل (پاراكليطوس) فيكون بمعنى المعزي والمعين والوكيل، وإن قلنا إن اللفظ الأصل


(١) رواه البخاري، كتاب المناقب: ٣٥٣٥
(٢) رحمة الله الهندي: إظهار الحق (٢/ ٢٢٨).
(٣) يوحنا ١٢: ٤٧
(٤) يوحنا ١٤: ١٦
(٥) رحمة الله الهندي: إظهار الحق (٢/ ٢٣١ - ٣) باختصار وتصرف يسير.

<<  <   >  >>