(٢) العواصم من القواصم، ص (٥٨) الهامش باختصار. (٣) ولقد أشار الدكتور سليمان بن حمد العودة إلى بُعْدٍ آخر لا يقل أهمية عما ذكرناه آنفًا، وهو دور المرتدين في إشعال هذه الفتنة؛ فبعد أن أشار إلى اتخاذ أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لسياسة كلها حذر وحيطة من أصحاب الردة، وأنه كان لا يستعين في حربه بأحد منهم حتى مات، ثم جاء من بعده عمر - رضي الله عنه - واستعمل المرتدين ولكن لم يطمعهم في الرياسة، ثم ازدادت زاوية الانفراج في خلافة عثمان - رضي الله عنه - إذ يرى أن عامل الزمن قد عفى على تلك الحركة وأن صلاح المرتدين كاف لأن يندمجوا في المجتمع فاستعمل المرتدين استصلاحًا لهم .. يقول: «نعم إننا ونحن نسجل شهادة التاريخ لصلاح نفسيات بعض المرتدين وحسن إسلامهم فإن ذلك لا يعني أن جميع المرتدين كانوا على هذا المستوى، ومن هنا فلا بد أن نضع اندماج المرتدين في المجتمع ضمن أحد المؤشرات لتشكل هذا المجتمع وطبيعة بنيته ...».ثم يضرب لذلك عدة أمثلة، ثم يقول: «هذه لمسات موجزة عن حالة المجتمع الإسلامي قبل أحداث الفتنة علها أن تضيء لنا الطريق حتى إذا أتينا على أحداث الفتنة الكبرى كان لنا ما نتكئ عليه من رصيد الواقع، غير مغرقين في الواقع ومتجاهلين لدور عبد الله بن سبأ اليهودي في تحريك الفتنة واستغلال أجوائها، وغير متكلفين في التعليل فننسب إليه ما هو أكبر منه» اهـ[د. سليمان العودة: عبد الله بن سبأ، ص (٣٥ - ٦) باختصار].