للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- التشيعات للآراء والمذاهب.

- الثقة بالناقلين: ويرجع هذا إلى عدم التثبت من هوية الرواة ونقلة الأخبار والثقة العمياء بما يروونه.

- الذهول عن المقاصد: ويرجع هذا إلى عدم معرفة الناقل بمقاصد ما سمع أو نقل، وتوهمه الصدق فيما نقله.

- الجهل بتطبيق الأحوال على الوقائع: لأجل ما يداخلها من التلبيس والتصنع، فينقلها المخبر كما رآها وهي بالتصنع على غير حق في نفسه.

- تقرب الناس في الأكثر لأصحاب التَّجِلَّة والمراتب: وهذا يعني محاولة بعض المتملقين التقرب لأصحاب السلطة والنفوذ والجاه بأن يضعوا أحاديث تقربهم من الحكام والأكابر مما يؤدي بهم إلى إشاعة أخبار كاذبة لنيل رضاهم.

- جهل المؤرخين بطبائع العمران: فابن خلدون يرى أن لكل ظاهرة في الوجود سواء كانت طبيعية أو اجتماعية قوانين تحكمها. والمقصود بالظواهر الطبيعية: ظواهر علم الفلك والطبيعة وما له علاقة بسنن الحياة بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات.

يقول محب الدين الخطيب (١): «إن التاريخ الإسلامي لم يبدأ تدوينه إلا بعد زوال بنى أمية وقيام دول لا يسُر رجالها التحدث بمفاخر ذلك الماضي ومحاسن أهله. فتولى تدوين تاريخ الإسلام ثلاث طوائف:

- طائفة كانت تنشد العيش والجدة من التقرب إلى مبغضي بني أمية بما تكتبه وتؤلفه.

- وطائفة ظنت أن التدوين لا يتم، ولا يكون التقرب إلى الله، إلا بتشويه سمعة أبي بكر وعمر وعثمان وبنى عبد شمس جميعًا - رضي الله عنهم -.

- وطائفة ثالثة من أهل الإنصاف والدين، كالطبري وابن عساكر وابن الأثير وابن كثير .. رأت أن من الإنصاف أن تجمع أخبار الإخباريين من كل المذاهب والمشارب كأبي مخنف لوط بن يحيى وهشام الكلبي والواقدي وسيف بن عمر العراقي .. ولعل بعضهم اضطر إلى ذلك إرضاء لجهات كان يشعر بقوتها ومكانتها».


(١) العواصم من القواصم، ص (١٧٧) الهامش بتصرف.

<<  <   >  >>