(٢) إن كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق، فهو - كما يدعون - موثق من قِبَل الإمام الثاني عشر المعصوم - الوهمي - الذي لا يخطئ ولا يغلط، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه في سامراء، فقال الإمام الثاني عشر: «الكافي كافٍ لشيعتنا» [انظر: مقدمة الكافي، للكليني (١/ ٢٥)]، وقال عباس القمي (١٢٩٤ - ١٣٥٩هـ): «الكافي هو أجلّ الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال محمد أمين الإسترآبادي (ت. ١٠٣٣هـ): سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه» اهـ[عباس القمي: الكنى والألقاب (٣/ ١٢٠)]. ولكن اقرأ معي هذه الأقوال: يقول حسين بن حيدر الكركي العاملي (ت. ١٠٧٦هـ): «إن كتاب الكافي خمسون كتابًا بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصلة بالأئمة عليهم السلام» [انظر، الخوانساري: روضات الجنات (٦/ ١٠٧)]، ويقول محمد باقر الخوانساري (ت. ١٣١٣هـ): «وقد ينكر كون كتاب الروضة أيضًا من جملة كتب الكليني، من جهة عدم اتصال سندنا إليه أو غير ذلك» [نفسه (٦/ ١١١)]. ويقول أبو جعفر الطوسي: «إن كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتابًا». [الطوسي: الفهرست، ص (١٦١)] .. وهذا يبين لنا أن ما زيد على الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر، عشرون كتابًا وكل كتاب يضم الكثير من الأبواب، أي أن نسبة ما زيد في كتاب الكافي طيلة هذه المدة يبلغ ٤٠% عدا تبديل الروايات وتغيير ألفاظها وحذف فقرات وإضافة أخرى فمن الذي زاد في الكافي عشرين كتابًا؟ أيمكن أن يكون إنسانًا نزيهًا؟؟ وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيرون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيير والتبديل والعبث به؟! وأما زال الكافي موثقًا من قبل المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط؟! (٣) د. ناصر القفاري: أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية (١/ ٢٦٨ - ٩).