للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوله: ورواه الليث وردت في "صحيح البخاري" من طريق متصلة، وهي قوله: حدثنا سعيد بن عُفير قال: حدثني الليث، قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، أن عبد الله بن عمر .... الحديث.

ثم إن الحديث أخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد، والترمذي، وقال: هذا حديث صحيح.

[الحديث الحادي عشر]

قال مسلم رحمه الله في آخر "كتاب القدر" (١): وحدثنا عدة من أصحابنا، عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان، وهو محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ... " الحديث. وهذا أيضًا حديث متصل في "الصحيحين" من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، رواه عنه رجلان ثقتان: أبو عمر، حفص بن ميسرة الصنعاني، وأبو غسان محمد بن مطرف المدني، واتفق الإمامان على إخراجه من حديثيهما عنه، فأما حديث حفص، فرواه البخاري، عن محمد بن عبد العزيز الرملي، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد، الْحَدَثَاني كليهما عنه. وأما حديث أبي غسان، فرواه البخاري عن سعيد بن أبي مريم المصري.

وقال مسلم: حدثني عدة من أصحابنا، عن سعيد بن أبي مريم، عنه. وقد تقدم الجواب عن مثل هذا القول بما فيه كفاية.

ومع ذلك فقد بينا أن البخاري رحمه الله قد رواه في "صحيحه" عن سعيد بن أبي مريم. هذا، وهو ما أخبرنا هبة الله بن علي المصري رحمه الله، أنا محمد بن بركات الصوفي، أخبرتنا كريمة، أنا الكشميهني، أنا الفربري، أنا البخاري، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا أبو غسان، حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه"، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فمن؟ ".

وهكذا أورده البخاري في "صحيحه" في "أحاديث بني إسرائيل"، فثبت اتصاله من هذا الوجه الآخر، والحمد للَّه.


(١) لا، بل في "كتاب العلم" "باب اتباع سنن اليهود والنصارى" ٤/ ٢٠٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>