للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسحاق بن راهويه، والدارمي، والذهلي، وغيرهم. قال ابن عمه أبو أحمد الفراء: بشر عندي ثقة، صدوق، ضَيَّعَ نفسه. وقال أحمد بن سيار في "تاريخ مرو": رَوَى عن ابن عيينة، فأكثر، ورحل في الحديث، وجالس الناس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مات سنة (٢٣٨). وقال زكريا بن دلُّويه: سنة (٣٧). وفي "التقريب": ثقة زاهدٌ، فقيهٌ، من العاشرة. انتهى. وله في "صحيح مسلم" ستة أحاديث، برقم ٤٩ و ٢٧٦ و ٣٥١ و ١٣١٩ و ٢٩٠٩ و ٣١٩٢.

[تنبيه]: قوله: "الْعَبْديّ" -بفتح العين المهملة، وسكون الموحدة-: قال السمعانيّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هذه النسبة إلى عبد القيس في ربيعة بن نِزار، وهو عبد القيس بن أفصَى بن دُعْميّ بن جَدِيلَة بن أسد بن ربيعة بن نِزَار، والمنتسب إليه مُخيّر بين أن يقول: "عبديّ "، أو "عَبْقَسيّ". انتهى. والله تعالى أعلم.

٢ - (سفيان بن عيينة) الإمام الحجة المشهور، تقدّمت ترجمته (١).

٣ - (أبو عَقِيل) المذكور في السند الماضي. والله تعالى أعلم.

[شرح الأثر]

عن بشر بن الحكم، أنه (قال: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَخْبَرُونِي) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في "شرحه": قد يقال: هذه رواية عن مجهولين، وجوابه ما تقدّم أن هذا ذكره متابعةً واستشهادًا، والمتابعة والاستشهاد يَذكرون فيهما من لا يُحتجّ به على انفراده، لأن الاعتماد على ما قبلهما، لا عليهما. انتهى (٢). (عَنْ أَبِي عَقِيلٍ، صَاحِب بُهَيَّةَ، أَنَّ ابْنًا) وقع في بعض النسخ "أن أبناءً" بلفظ جمع "ابن"، وهو غلطٌ؛ والصوابَ بلفظ الإفراد؛ لأن المراد هنا هو القاسم المذكور في الرواية السابقة، فتنبّه. والله تعالى أعلم. (لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) فيه تجوّز؛ لأن القاسم ليس ابنه من صلبه، وإنما هو ابن ابنه عبيد الله، كما بيّنّاه في الرواية السابقة (سَأَلُوهُ) أي القوم الحاضرون عنده (عَنْ شَيْءٍ) من أحكام الدين (لم يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ) أي في ذلك الشيء (عِلْمٌ) أي معرفة وفهم بجوابه (فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) الأنصاريِّ المترجم في السند الماضىِ (وَاللهِ إِنِّيِ لَأُعْظِمُ) اللام لام الابتداء، و"أُعظم" بضم أوله، وكسر ثالثه، من الإعظام (أَنْ يَكُون مِثْلُكَ، وَأَنْتَ ابْنُ إِمَامَي الْهُدَى) جملة اسميّة في محلّ نصب على الحال: أي حال كونك ابن إمامي الهدى، وَ"الهدى" بضم، ففتح، مقصورًا-: البيان والإرشاد، وإضافة "إمامي" إليه


(١) تقدّمت عند قول المصنّف: "ممن ذمّ الرواية عنهم أئمة أهل الحديث الخ".
(٢) "شرح مسلم" ١/ ٩١ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>