للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان بن أبي عياش، يحدث عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".

[والحديث الثاني]: ما أخرجاه أيضًا عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا -المغيرة بن سلمة- المخزومي، حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، لا يقطعها". قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي، فقال: حدثني أبو سعيد الخدري، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام، ما يقطعها".

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا مما يُنتقد على مسلم، حيث مثّل به لما لم يتبيّن فيه سماع النعمان من أبي سعيد، مع أنه في كتابه صرّح بقوله: "حدّثني أبو سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-"، سبحان من لا يضلّ، ولا ينسى.

[الحديث الثالث]: هو ما أخرج مسلم في "كتاب الإيمان"، فقال:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلةً رجل صرف الله وجهه عن النار قِبَلَ الجنة، ومَثَّلَ له شجرة ذات ظل، فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة، أكون في ظلها ... " الحديث.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: سيأتي الجواب عن هذه الأحاديث الثلاثة مستوفىً في مناقشة ابن رُشيد -إن شاء الله تعالى-. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

قال المصنّف رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

(وَأَسْنَدَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا).

إيضاح المعنى الإجماليّ لهذه الفقرة:

ذكر رَحِمَهُ اللهُ تعالى أيضًا مثالًا آخر لإلزام خصمه، وذلك أن عطاء بن يزيد الليثيّ روى عن تميم الداريّ -رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حديثًا واحدًا بالعنعنة، وهو حديث صححه أهل العلم، مع أنه لم يثبت سماع عطاء من أبي سعيد -رضي الله عنه-، وهو عند المنتحل المذكور ضعيف؛ لما سبق. هذا خلاصة ما أشار إليه، وسيأتي الجواب عنه قريبًا، إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>