للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو القاسم البَغَوِي: ولم يَرْوِ السَّليلُ فيما أعلم غَيرَ هذا.

قلت: وأَهْلُ العِلم لا يُثْبِتُون في الصَحَابة أحدًا اسمُه السَّلِيل، ولو قال البَغَوي: ولم نَسْمع عن السَّليل غير هذا، كان قولًا صَحيحًا.

وهذا الحديث تفرد بروايته خَالدٌ الوَاسِطي، عن سَعِيد الجُرَيْري هكذا، وسَعِيدٌ لَم يَلْق أبا المَلِيح الهُذَلي، إنما يرويه الجُرَيْرِي، عن أبي السَّلِيْل ضُرَيْب بن نُقَيْر، عن أبي المَلِيح، عن أبي موسى الأشعري، فَيُشْبه أن يكونَ خَالِد سَمِعَه مِنْ الجُرَيري وحَفِظَه عنه حِفْظًا، ولم يُدَوِّنْه في كتاب، فَخَانَه حِفْظُه حتى رَواه على الوجه الذي ذكرناه.

وقد رواه عبدُ الأعلى بنُ عبدِ الأعلى، وسالم بن نُوح، عن الجُرَيْري على الصواب.

(١٢٣٩) حدث أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المعروف بابن النَحَّاس المصري (١)، قال: أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البَزَّاز المعروف بابن الجِرَاب، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القَاضِي، حدثنا نَصْر بن عَلي، وأبو سلمة، قالا: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجُرَيْري، عن أبي السَّلِيل، عن أبي المَلِيح، عن الأَشْعَري، قال: «كُنَّا معَ رسولِ الله في بعض أسفاره فَكُنَّا نتعاهد مَضْجَعَه وكُنَّا نَتَخَوَّف عَليه كُلَّ شيء، قال: فثُرتُ في بعض الليل إلى مَضْجَع رسولِ الله فلم أجده، فانطلقت فلا أدري أين تَوَجَّه».

وذكر الحديث إلى أن قال في آخره: «اللهُمَّ اجْعَلْهُم في شَفَاعَتِي ومَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلا الله وأني محمدٌ رسولُ الله».

(١٢٤٠) وقال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا محمد بن المُثَنَّى، حدثنا


(١) مُسند ديار مصر في وقته، وكان الخطيب قد هَمَّ بالرحلة إِليْهِ لعُلوِّ سنَدَه، فلم يُقْض، توفي سنة ٤١٦ هـ. ينظر «تاريخ الإسلام» للذهبي (٩/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>