كتاب المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف

وفي باب سمير، وشمير - ٦٧١ - وحرداء بنت سمير - ج: 1 - ص: 514

قال سليمان: لم يروه عن الجُرَيري إلا عديُّ بن الفَضل، تفرد به أسَد.

٦٧١ - وَحَرْدَاءُ بنتُ سُمَير (١).

حدثت عن زَوْجِها هَرْثَمَةَ بن سُلْمَى. روى عنها قُدَامَة الضَبِّي.

(٥١٧) أخبرنا عبدُ الكَريم بن محمد بن أحمد الضَبِّي، أخبرنا عليُّ بن عُمَر الحَافِظ، حدثنا محمدُ بن نُوحٍ الجُنْدَيْسَابُوري، حدثنا عَلِيُّ بن حَرْبٍ الجُنْدَيْسَابُورِي، حدثنا إسحاق بن سُلَيْمان، حدثنا عَمْرو بن أبي قَيْس، عن يَحْيَى بن سَعِيد أبي حَيَّان، عن قُدَامَةَ الضَبِّي، عن حَرْدَاءَ بنتِ سُمَيْر، عن زَوجها هَرْثَمَة بن سلمى، قال: خَرجنا مع عَلِيٍّ في بَعْضِ غَزْوِهِ، فَسَار حتى انتهى إلى كَربَلاء، فَنَزل إلى شَجَرةٍ يُصَلِّي إليها، فَأخَذَ تُرْبَةً مِنْ الأرضِ فَشَمَّها ثم قال: وَاهًا لَكِ تُرْبَة، لَيُقْتَلَنَّ بك قَومٌ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْر حِسَاب، قال: فَقَفَلْنَا مِنْ غَزَاتِنَا، وقُتِل عَلِيٌّ ونَسِيتُ الحديث.

قال: فَكنتُ في الجَيْش الذِين سَارُوا إلى الحُسَيْن ﵁، فلمَّا انتهيتُ إليه نَظَرتُ إلى الشَجَرة، فذكرتُ الحَديثَ، فَقَدَّمتُ (٢) عَلى فَرَسٍ لي فَقلتُ: أُبَشِّرُكَ ابنَ بنتِ رسولِ الله ﷺ، وحَدَّثتُه الحَديثَ، قال: مَعَنَا أو عَلَيْنَا؟ قلتُ: لا مَعَك، ولا عَلَيْك، تَركتُ عِيَالًا وتَرَكْتُ (٣)، قال: أَمَّا لا، فَوَلِّ في الأَرْضِ، فَوالذِي نَفْسُ حُسَيْنٍ بِيَدِه، لا يَشْهَدُ قَتْلَنا اليَوْمَ رَجُلٌ إلا دَخَل جَهَنَّم، فانْطَلَقْتُ هَارِبًا مُولِّيًا في الأرض حتى خَفِي عَلَيَّ مَقْتلُهُ (٤).

---

(١) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٤/ ٣٧٢).
(٢) الضبط من المصنف، وضبب فوقها.
(٣) كذا، وضبب فوقها.
(٤) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٤/ ٢٢٢) من طريق الخطيب، به.