للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي باب عَائِش، وعَابِس.

الأول: بياء منقوطة باثنتين من تحتها وشين معجمة.

٩٢٥ - عَائش بن مَعْمَر الرَبَعِي (١).

روى خَبرًا قرأته في أَصل كِتاب أَبي عُبيد الله المَرْزُبَانِي بِخَطِّه.

(٧٢٣) وحَدَّثَنِيه أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المُعَدَّل عنه، قال: حدثنا محمد بن أحمد الحَكِيْمِي، حدثنا ابن أبي سَعْد، حدثنا أحمد بن القاسم، حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم، عن عَائِش بن مَعْمَر الرَّبَعِي مِنْ رَبِيْعَة الجُوع، عن يحيى بن عبد الله اليَرْبُوعِي، قال: خَرَجْنا ومَعَنا في الجَيْش أبو الهِنْدِي بن شَبث بن رِبْعِي الرِّيَاحِي واسمه عبدُ المُؤْمِن، فلما وَرَدْنا هَمَذَان، وذلك في بَرد شديد، نَظَر أبو الهِنْدي إلى ذوي اليَسَار وقَد لَبسُوا الثِيَابَ الخَزَّ وغيرَ ذلك، فسأل عن مَنْزِل خَمَّار فَدُلَّ عَليه، فَشَرِبَ عندَه فأُخِذَ شَاربًا، فأُتي به أَميرَ الجَيْش، فقال: يا عَدو الله، أَتَشْرَبُ الخَمْر وأنت تريدُ غَزْو الدَّيْلَم، فتُهلكُ الجيشَ وتُبطِلُ أَجْرَك! فقال: اسْمَع مِنِّي ما قلتُ أَصْلَحَكَ الله، قال: هاتِ، فأنشده:

إذَا مَا أَلَحَّ البَرْدُ فَاجْعَل دِثَارَه … إذا الْتَحَفَ الأقَوامُ دُكْنَ المَطَارِفِ

ثَلاثَةَ أَرْطَالٍ نَبِيذًا مُعَسَّلًا … تَكُنْ آمِنًا منه لهُ غَير خَائِفِ

فإن الْتِحَافَ المَرءِ مِنْ جَوفِ بَطْنِه … أَشَدُّ دِفئًا مِنْ جِيَادِ المَلَاحِفِ

فَضِحَك أميرُ الجَيْش لذلك، وقال: لَمْ تَشرَبْ إلا النَّبيذ المُعسَّل؟ قال: لا، فَعَفى عنه وأَمَر له بأثواب، وقال: لا تَعُدْ إلى شُرْب شَرَابٍ مُعَسَّل ولا غير مُعَسَّلٍ (٢).


(١) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٦/ ١٨).
(٢) ينظر: «الشعر والشعراء» لابن قتيبة (٢/ ٦٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>