كتاب المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف

وفي باب ريان، وزبان - ٥٢٢ - وعمر بن يوسف بن الريان - ج: 1 - ص: 414

الحُسَيْن الحَرَّاني، حدثنا محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة بِعَسْقَلَان، قال: حدثني أبو الرَيَّان مَسْلَمَةُ بنُ محمد بن الرَيَّان الثَقَفِي، حدثنا القَاسِمُ بن غُصْن، عن دَاوُد بن أبي هِنْد، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، قال: عَرَضَ رَجُلٌ للنَبيِّ ﷺ في مَرْجِعِه مِنْ تَبُوك فقال: متى السَاعَةُ؟ فقال: «لا تَأْتِي مِائَةُ سَنَة وعَلَى الأرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ اليَوْم» (١).

٥٢٢ - وعُمَر بن يُوسُف بن الرَيَّان (٢).

(٣٩٩) أخبرنا أبو عُثْمَان سَعِيد بن العَبَّاس بن محمد القُرَشِي الهَرَوِي، حدثنا محمد بن العَبَّاس العُصْمِيُّ إمْلاءً، أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد الله، حدثنا عُمَرُ بن يُوسُفَ بن الرَيَّان، حدثنا محمد بن يوسف النَحَّاس، قال: قال ابنُ المُبَارَك الصُوْرِي: لَقِيتُ في جِبَالِ الرَمْلَة امْرَأةً عَلَيْها جُبَّةُ صُوفٍ وخِمَارُ صُوْفٍ، فقلتُ لها: السَلام عليكِ، قالت: وعَلَيك السَلامُ، ثم قُلت لها: مِنْ أَيْن؟ قالت: مِنْ أَهل البَصْرَة، قلت: ما الذي أَخْرَجَكِ؟ قالت: آيةٌ مِنْ كتاب الله تعالى، قوله: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٧]، فَكُلَّما دَخلتُ بَلْدَةً رَأيتُ فيها أَحدًا يَعْمَل بالمَعَاصِي خَرَجتُ مِنها إلى غَيرِها، قال: فَأَخْرَجتُ دَرَاهِمَ كانت مَعِي فَأَعْطَيْتُها، قالت: ما أصنع بهذا؟ قلتُ: اصْرِفِيه في بَعض حَوائِجِك، قالت: وأَنَّى لَك هَذه الدَرَاهِم؟ قلت: أَصْعَدُ الجَبَل فَأَحْتَطِبَ عَلى رَأْسِي فَهذا مِنْ ثَمَنِه، قالت: نِعْمَ مَكْسِبُ المَرْءِ الضَعِيْفِ، قلت ضَعِيفٌ في مَاذا؟ قالت: ضَعِيفٌ في يَقِيْنِه لا ضَعِيفٌ في بَدَنِه، أما واللهِ، لَو أَشْرَف قَلْبُكَ عَلى بِحَارِ الغِنَى لاسْتَغْنَيْتَ أَنْ تَكُونَ حَمَّالًا لِلحَطَبِ، قُلتُ: صِفِي لِي مِنْ ذَاكَ شَيئًا، قالت: تَدْرِي ما تَقُول؟ قلت:

---

(١) أخرجه مسلم (٢٥٣٩) وغيره من طريق داود بن أبي هند، به.
(٢) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٤/ ١١٢).