للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَواشِي المَدِينة مِنْ الليل، فَيَسْتَقِي لها ويَقُوم بأَمْرِها، فَكَان إذَا جَاءَها وَجَد غَيْرَه قد سَبقَه إليها، فَأَصْلَح مَا أَرَادَت، فَجَاءَها غَيْرَ مَرَّةٍ كُلاًّ يُسْبَق إليها، فَرَصَدَه عُمَرُ، فإذا هو بأبي بَكْرٍ الصِدِّيق الذي يأتيها، وهو يَوْمَئِذٍ خَلِيَفَة، فَقال عُمَر: أنت هو لَعَمْري (١).

وأما الثاني: بفتح الشين والباء المعجمة بواحدة فهو:

٧٩٠ - شَبَث بن منصور (٢).

(٦١٦) قرأتُ عَلى أبي محمد الجَوْهَري، عن محمد بن عِمْران الكاتِب، قال: حدثني علي بن الفَارِسِي، أخبرني أبي، أخبرني عليُّ بن مهدي، حدثني الهَيثَم بن عثمان، قال: حدثني شَبَث بن منصُور، قال: كنتُ واقِفًا على باب الرَشِيد، فإذا رَجَلٌ شَنِعُ الهَيْئَةِ عَلى بَغْل قد جاء فَوقَف، وجَعَل النَاسُ يُسَلِّمُونَ عَليه ويسألونه ويُضَاحِكُونه، ثم وَقَف في المَوْكِب فَأَقْبَل الناس يَشْكُون أحوالَهُم، فَواحِدٌ يقول: كنت مُنْقَطِعًا إلى فلان، فَلم يَصْنَع بي خيرًا، ويقول آخَر: رَجَوتُ فلانًا فَخَيَّب رَجَائِي، وفعل بي، ويشكو آخَر مِنْ حَالِه ما يَشْكُو، فقال الرجلُ:

قَلَّبْتُ ذِي الدُنيا فَلَيْس بها … أَحَدٌ أُرَاه لآخَرٍ حَامِدْ

حَتَّى كَأنَّ النَاسَ كُلَّهُم … قَدْ أُفْرِغُوا في قَالِبٍ واحِدْ

فَسأَلتُ عن الرَّجُلِ، فَقِيل لي: أبو العَتَاهِيَة (٣).


(١) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٠/ ٣٢٢) من طريق الخطيب، به.
(٢) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٥/ ٩٢).
(٣) أخرجه أبو الفرج الأصبهاني في «الأغاني» (٤/ ٧٨) من طريق علي بن مهدي، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>