كتاب المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف

وفي باب قسيم، وقسيم - ١١٦٥ - عبد الرحمن بن أبي قسيم الحجري - ج: 2 - ص: 24

وأما الثاني: بضم القاف وفتح السين، فهو:

١١٦٥ - عبد الرحمن بن أبي قُسَيْم الحجْرِي (١).

حدث عن وَاثِلَة بن الأَسْقَع. روى عنه عُمَر بن الدُرَفْس (٢) الدِمَشْقِي.

(٩٤٤) أخبرنا الحَسَن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتُوَيه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القُرَشِي، حدثنا عُمَر بن الدُرَفْس، حدثني عبد الرحمن بن أبي قُسَيْم الحَجْري، أنه سَمِع واثِلَة بن الأَسْقَع صاحبَ رسولِ الله ﷺ يقول: كنتُ أَحَدَ العِشْرين حَرسًا في الصُّفَّة، وأَنَّه أصَابنا جُوعٌ، وكنتُ أَحْدَثَ القَومِ سِنًّا، فَبعثني القومُ إلى رسولِ الله ﷺ أَشْكُو ذلك لَهُمْ، فقال رسولُ الله ﷺ: «هل من شَيءٍ؟ فقالوا: نعم يا نَبيَّ الله هَاهُنا شَيء مِنْ كِسَرٍ وشيءٌ مِنْ لَبَن، قال: فَأْتُوا به، فأُتيَ به فَفَتَّهُ، ثم صَبَّ عليه اللَّبَن ثم جَبَلَه حَتى جَعله كَالثَّرِيد، وأنا قائمٌ أنظرُ إليه، فقال: يا وَاثِلَة اذْهَب فَأْتِنِي بِعَشْرةٍ مِنْ أصحابك وليَجْلِس في المحرس عَشرةٌ، فَتعجَّبتُ لذلك لِقِلَّةِ الثَّريد، فأتيتُ المَحْرَس فدعوت عشرةً فأجلسهم رسولُ الله ﷺ على ذلك الطَّعَام، ثم أخذ برأس الثريد بِيَدِه ثم قال: خُذُوا بسم الله مِنْ حَوالَيْها واعفوا رأسَها؛ فإن البَركَة تأتيها من فوقها، وإنها تُمَد، فأكل العَشَرةُ حتى تَضَلَّعُوا شِبَعًا، وإنَّ الثَّريد لَيُخَيَّلُ إليَّ أنها كما هي، وقال: اذهبوا بسم الله إلى مَحْرَسِكُم وابعثُوا أصحابَكم، فأجلسهم، وأخذ برأس الثَرِيْدِ، فقال: خُذوا بسْم اللهِ حَوْلَها واعْفُوا رَأْسَها؛ فإنَّ البَرَكَة تأتيها من فوقِها وإنها تُمَد، وقمتُ مُتَعَجِّبًا، ولم أنصرف مع أصحابي، فأكلوا منها حتى انْتَهوا، وفَضَلَت فيها فَضْلَةٌ» (٣).

---

(١) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٧/ ٩٣).
(٢) الضبط بضم المهملة من «الأنساب» للسمعاني، وضبطه ابن حجر في «التقريب» بفتحها.
(٣) الخبرأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٥/ ٣٤٧) من طريق الخطيب، به.