بُجَيْر بن أَوْس، عن خالد بن الوَاشِمَة، قال:«دخلتُ على عائشة وعندها بعضُ إخوتها، فعرِفَتْ صوتي وهي مِنْ وراء الحجاب، فقالت: أَخَالِدٌ؟ قلت: نعم. قالت: ابن الوَاشِمَة؟ قلت: نعم. قالت: أسألك عن حديث، تَصْدُقُني؟ قلت: ما يمنعني أن أَصْدُقَك؟ قالت: ما فعل طَلْحَةُ؟ قلت: قُتِل. قالت: إنا للهِ وإنَّا إليه رَاجِعُون. قالت: ما فعل الزُبَير؟ قلت: قُتِل. قالت: إنَّا للهِ وإنَّا إليه رَاجِعُون. قلت: نحن للهِ ونَحن إليه راجعون، عَلى زَيْد وأَصْحَاب زَيْد، قالت: مَنْ زَيْدٌ؟ قلت: ابن صُوْحَان. قال: فقالت: خيرًا، قلت: أما والله لا يجمعهم الله في الجنة أبدًا، قالت: أولا تدري، رَحْمَتُه وَاسِعَة، وهو على كل شيء قدير؟ قال: ففضَلتني أم المؤمنين وكانت أحق بذلك»(١).
(١٣٧٩) أخبرنا القاضي أبو بكر الحِيْري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو الأسود المَعَافِري، عن بَحِيْر بن جُبَيْر المَعَافِري، عن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِ، قال:«مَنْ كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يَسْقِي مَاءَهُ وَلَدَ غَيرِه، فإن هو فَعَل وغَلَب عليه الشَقَاء، فَلْيُعْتِقه، وليُوص له مِنْ مَالِه».
(١٣٨٠) أخبرنا أبو الحَسَن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصَلت الأَهْوَازِي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدَة الكُوفي، حدثنا يحيى بن زكريا بن شَيْبَان، حدثنا إسحاق بن يزيد، حدثنا سليمان بن قَرْم، عن الأعمش، قال: حدثني إبراهيم، عن الأسود بن يَزِيْد، عن عبد الله بن مسعود، قال: «كُنَّا مع النبي ﷺ في غَار بِمِنَىً، إذ نَزَلت عليه: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ [المرسلات: ١] فإني لأتلقاها مِنْ فِيْهِ، وفُوْهُ رَطْبٌ، إذْ خَرجت
(١) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٩/ ٤٤٥) من طريق الخطيب، به. وأخرجه البيهقي في «السنن الكبير» (١٦٧٩٦) من طريق ابن سيرين، به.