ابن يحيى بن سَلَمة بن كُهَيْل، حدثني أبي، عن أبيه سَلَمة بن كُهَيل، عن هَانئ ابن ثُبَيت الحَضْرَمي، قال: حدثنا عبد الله بن عباس، قال:«تُوفِّي ابنٌ لِصَفِيَّة ابنة عَبد المُطَّلِب فَبَكَت عليه، فقال لها رسول الله ﷺ: تَبْكِين يا عَمَّة، مَنْ تُوفِّي له وَلَدٌ في الإسلام كان له بيت في الجَنة. فَسَكَتت، فلما خَرجَت لَقِيَها رَجُلٌ فقال لها: إِنَّ قَرَابَة مُحَمَّدٍ لَنْ تُغْنِي عَنك مِنْ الله شَيئًا، فَبكَت، فَسَمِع رسولُ الله ﷺ صوتَها فَفَزِع من ذلك، فخرج، وكان لها مُكْرِمًا، يَبَرُّها ويُحِبُّها، فقال لها: يا عَمَّة، تَبْكِين وقد قلت لك الذي قلت؟ قالت: ليس ذلك أَبْكَاني، فَأَخْبَرتْه بما قال الرجل، فَغَضِب ﷺ، فقال: يا بلال، هَجِّر بالصلاة. ففعل، ثم قام، فحمد اللهَ وأَثْنَى عليه، ثم قال: ما بَالُ أَقْوامٍ يَزْعُمُون أَنَّ قَرَابَتِي لا تَنْفَع، إنَّ كُلَّ سَبب ونَسَب مُنْقَطِع يومَ القِيامَة إلا سَبَبي ونَسَبي، وإن رَحِمِي مَوْصُولةٌ في الدنيا والآخرة». قال عُمَر بن الخَطَّاب: فَتزَوَّجتُ أُمَّ كُلْثُوم بنتَ عَلِيٍّ لَمَّا سَمعتُ مِنْ رسول الله ﷺ يومئذ، أحببت أن يكون بيني وبينه سَبَبٌ ونَسَبٌ» (١).
(١٤٠٨) قال هانئ بن ثُبَيْت: قال ابنُ عَبَّاس: «دَخَل أُنَاسٌ مِنْ قُرَيش على صَفِيَّة، فَجَعلُوا يَتَفَاخَرُون ويَذكُرون الجَاهلية، فقالت صَفيَّةُ بنتُ عبد المُطَّلِب: مِنَّا رسولُ الله ﷺ. فقالوا: أَتَنْبُتُ النَّخْلَةُ والشَّجَرةُ في الأرض الكَبا؟ فقلت: وما الكَبَا؟ قال: الأرض التي لَيْسَت بِطَيِّبَة. فَذكَرَتْ ذلك صَفيةُ للنبيِّ ﷺ فَغَضِبَ، فقال: يا بلال، هَجِّر بالصلاة. فهَجَّر، فقام النبي ﷺ على المنبر، فنادى بصوت: يا أيها الناس، من أنا؟ قالوا: من أنت! أنت رسول الله، ثلاث مرات، قال: انسبوني. قالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. قال: ما بال أقوام يَبْتَذِلُون أَهْلِي، فوالله إني لأفضلهم أصلا. فقالت الأنصار: قد
(١) أخرجه البزار في «مسنده -كشف الأستار» (٢٣٦٣) من طريق إسماعيل بن يحيى، به.