للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُتْبَة بن مَكِين الأُطْرُوش.

(١٤٨) أخبرني عبدُ العَزيز بن أحمد الكَتَّاني، حدثنا تَمَّام بن محمد بن عبد الله الرَّازِي الحافظ، أخبرني أَبي، وأبو العَبَّاس أحمد بن عُتْبَة بن مَكِين الأُطْرُوش قالا: أخبرنا أبو القَاسِم عَمَّار بن الخُزَز بن عَمَّار الجِسْرينِي بِجِسْرِين، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يَزِيْد بن زُفَر الأَحْمَرِي البَعْلَبَكِّي بدِمَشْق قال: قال أبي عَبدُ الله: حدثني أبي يَزِيدُ، عن جَدِّي زُفَرَ قال: سألتُ مَكْحُولًا عن نَهَر يَزيْد، وكيف كان قِصَّتُه؟ قال: سَألتَ مِنِّي خَبيرًا، أخبرني الثِقَةُ أنه كَان نهرًا نباطيًّا يَجْري شَيئًا، يَسْقِي ضَيْعَتَيْن في الغُوْطَة لِقَومٍ يُقَال لهم بَنِي فُوْقَا، ولم يَكُنْ فيه لأحَدٍ شَيءٌ غَيرهِم، فَمَاتُوا في خِلَافَة مُعَاوِيَة ولم يَبْق لَهُمْ وَارِثٌ، فأخذَ مُعَاويةُ ضِيَاعَهُم وأَموَالَهُم، فلم يَزَل كذلك حتى مات مُعَاوِيَةُ في رَجَب سَنة سِتِّين، وَوَلِيَ ابنُه يَزِيدُ، فَنَظَر إلى أَرضِ وَاسِعَةٍ ليس لها مَاء، وكان مُهَنْدِسًا فَنَظَر إلى النَهَر فإذا هو صَغِير، فَأَمر بِحَفْره، ومَنَعه مِنْ ذَلِك أَهْلُ الغُوْطَة ودَافَعُوه، فَلَطَف بهم على أَنْ ضَمِن لهم خَرَاج سَنَتِهم مِنْ مَالِه فَأَجَابُوه إلى ذلك، فاحْتَفَر نَهَرًا في سَعَة سِتَّة أَشْبَار، وعَرْضُه وعُمْقُه سِتَّة أَشْبَار، ولَه مِلءُ جَنبَتيْه، وكان عَلى ذَلك كما شَرَط لَهُم، فَهذه قِصَّةُ نهر يَزيد، ومات في رجب سنة أربع وسِتِّين، حتى وَلِي هِشَامُ بنُ عبدِ المَلِك، فَسألُوه أهلُ قَريةِ حَرَسْتا شِرْبَ شِفَاهِهِم وما لِمَسْجِدِهِم، فَكَلَّم فَاطِمَةَ ابْنَة عَاتِكَة ابنةَ يَزِيْد في ذلك، فَأَجَابَتْه عَلى أَنَّه احْتَفَر نهرًا صَغِيرًا يَجْري إلى مسجدهم للشُرْب لا لِغَيْره، وفَتَح الحَجر الذِي يَمُرُّ مِنه المَاءُ بِقَرْية حَرَسْتا فِتْر (١) في فِتْر مُسْتَدِير، يَجْري لَهُمْ مِنْ الأرْضِ عَلى مِقْدَار شِبْر مِنْ ارتِفَاع بَطْن النهر، وسأله


(١) والفِتْر: مَا بَيْنَ طَرَفِ الإِبهام وَطَرَفِ المُشيرة، وقيل ما بين الإبهام والسبابة «لسان العرب» (٥/ ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>