ونهر دَاعِيَة: ثلاث عشرة مَسْكَبة، ونهر حيَّويه -وهو نهر الزَلَف-: اثنتي عشرة مسكبة، ونهر التُّوْمَة العُلْيَا: خَمْسُ مَسَاكِب، ونهر التُومَة السُّفْلى: أربع مَسَاكِب، ونهر الزَّابُون: أربع مَسَاكِب، ونهر المَلِك: أربع مَساكب، والقَنَاة لم تُمَاز يَومئذ، تَأخُذ مِلء جَنْبَتَيْها، وكان الوليدُ بن عبدِ المَلِك لَمَّا بَنَى المَسْجِدَ اشْتَرى مَاءً مِنْ نهر السَّكُّون يقال له: الوَقيَّة، فجعله في القناة إلى المَسجد، والحَجرُ شِبر ونِصْف في شِبر ونِصْف، ونَقَبَ النَّقبَ شِبرًا في أَقَل مِنْ شِبر، على أنه إذا انْقَطَعَت القَنَاةُ أو اعْتَلَّت، لَيْس لأحَد أن يأخذ من ماء الوَقية شيئًا، ولا لأصحاب القَصَاطِل فيها حَق، فإذا جَرَت يأخُذ كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّه، وتُفْتَح القَصَاطِل على الوَلاء، وقال يَزيد: أنا أَدْرَكتُ القَنَاةَ يدخُل فيها الرَجُلُ يَسِير فيها وهي مَسْقُوفَة يَمُدُّ يَدَيْه فلا يَنالَ سَقْفَها، وليس فيها شيء مُتلوِّم (١) ومات يزيد بن مُعَاوية في رجب سنة أربع وستين.
فهذه قِصَةُ نَهر يَزيد، وَوَلِي سُلَيْمَان بن عبد الملك: سنة ست وتسعين، وتوفي سُلَيمان: يَوم الجُمُعة لِعَشْر خَلَوْنَ مِنْ صَفَر سَنة تِسْع وتِسْعِين، وسَجَّل سُلَيمانُ بن عبد الملك لِجُرْجَة بن قَعْرَاء سِجِلًّا، وأَشْهَد فيه شُهُودًا، ونُسْخَةُ سِجِلِّه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ كَتَبَهُ سُلَيمَانُ بنُ عَبد المَلِك أَمِيرُ المُؤمنين لِجُرْجَةَ بن قَعْراء بِثَبَاتِ قَنَاتِه في نهر يَزِيد إلى دَيْره، لَمَّا قَامَت البَيِّنةُ وشَهِدَ له عَبدُ العَزيز بن عبد الرحيم اليَحْصُبِي، وعبد الله بن الحُصَين بن المُبَارَك الهَمْدَاني، وزَيْدُ بنُ أَسْلَم بن عبد الله القُرَشِي، ومحمد بن عبد الرحيم بن الفَضْل بن العَبَّاس الهَاشِمي، وكَتب شَهَادَتَه بِخَطِّه عَلى سُلَيْمَان بن عبد المَلك بما في هذا الكتاب: يومَ الخَمِيس في شهر رمضانَ سنة ثَمان وتِسْعِين، وكتب سليمان بن عبد الملك بِخَطِّه، وأَشْهَد اللهَ عَلى نَفْسِه