للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا عنه جماعةٌ مِنْ شُيوخِنَا.

(٢٤٠) أخبرنا أبو بَكْر أحمدُ بن طَلْحَة بن أحمد الوَاعِظ، حدثنا أبو الحُسَين أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الأَشْعَث المُقْرئ المَعْرُوف بابن جِنِّية، حدثنا الحَسَن بن علي بن الوليد الفَارِسِي، حدثنا محمد بن حسان السَمْتِي، حدثنا محمد بن الحجاج يعني: اللَّخْمِي، عن مُجَالِد، عن الشَعْبِي، عن ابن عَبَّاس قال: قَدِم وَفْدُ عَبْدِ القَيْس عَلى رَسول الله فقال: «أَيُّكُم يَعْرِفُ القُسَّ بنَ سَاعِدَة الإِيَادِي»؟ قالوا: كُلُّنا يا رسول الله يعرفه، قال: «فَمَا فَعَل»؟ قالوا: هَلَك، قال: «ما أَنْسَاه بِعُكَاظ في الشَهْر الحَرَام عَلى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَر وهو يَخْطُب النَّاسَ وهو يقول: أيها الناس اجْمَعُوا واسْمَعُوا وعُوْا، مَنْ عَاشَ مَات، ومَنْ مَات فَات، وكُلُّ مَا هُو آتٍ آت، إنَّ في السماءِ لَخَبرًا، وإنَّ في الأرْضِ لَعِبرًا، مِهَاد مَوْضُوع، وسَقْف مَرْفُوع، ونَجُومٌ تَمُور، وبِحَارٌ لا تَغُور، أَقْسَمَ قسٌّ قَسَمًا لَئن كَان في الأمر رِضًا لَيَعُودَنَّ سخطًا، إنَّ للهِ دِينًا هو أَحَبُّ إليه من دِينِكُم الذي أنتم عليه، مَالِي أَرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أَرَضُوا فَأقَامُوا، أم تُرِكُوا فَنَامُوا»؟، ثم قال: «أَيُّكُم يَروي شِعْرَه»؟ فأنشدوه:

فِي الذَّاهِبِيْنَ الأَوَّلِيْنَ مِنَ القُرُونِ لَنَا بَصَائِر

لَمَّا رَأَيْتُ مَوْارِدًا لِلمَوتِ لَيْس لها مَصَادِر

وَرَأيتُ قَوْمِي نَحْوَها يَسْعَى الأَصَاغِرُ والأَكَابِر

لا يَرْجِعُ المَاضِي إلىَّ وَلا مِنْ البَاقِيْن غَابِر

أَيْقَنتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِر (١)


(١) أخرجه المصنف كذلك في «تاريخ مدينة السلام -بغداد-» (٣/ ٨٩)، وأخرجه الطَّبَراني في «المعجم الكبير» (١٢٥٦١) وغيره من طريق السمتي، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>