للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٩٣ م وهو في الحادية والثمانين من عمره.

حياة محمد وتعاليمه

أهم إنتاج علمي لاشبرنجر هو كتابه: (حياة محمد وتعاليمه، وفقاً لمصادر معظمها لم تستخدم حتى الآن) (١).

تقويم:

على الرغم من أن كتاب اشبرنجر: (حياة محمد وتعاليمه) هو أول كتاب أوروبي استغل معظم المصادر العربية المتعلقة بسيرة النبي ، وعلى الرغم من أنه عاش قرابة أربعة عشر عاماً بين المسلمين في الهند، فإن كتابه هذا حافل بالأحكام السابقة، والتصورات الزائفة، والأحكام المبالغ فيها ابتغاء المناقضة:

١ فهو متحامل على النبي محمد ، يعزو إلى سياسته مع القبائل السبب في انتقاضها بعد وفاته فيما عرف باسم «الردّة»، زاعماً أن النبي كان متسرعاً في الثقة بوفود القبائل الذين وفدوا عليه لإعلان إسلامهم.

وينساق وراء الرأي القديم عند من كتبوا عن النبي من الأوروبيين، القائل بأن النبيّ كان مصاباً بهستيريا الأعصاب، ومن أعراضها انتشار الأعصاب وتقلصها، وارتجاف الشفتين واللسان، ودوران الأعين مرة إلى هذا الجانب وأخرى إلى الجانب الآخر. وزعم أيضاً أنه كان مصاباً بهستيريا الرّأس التي تؤدي إلى السقوط على الأرض، واحمرار الوجه، وصعوبة النفس، والشخير. ويفيض اشبرنجر في هذا الهذيان الذي انتشر في القرن التاسع عشر لدى بعض «المؤرخين» لتفسير عبقرية العظماء، والذي بلغ أوجه من السخف عند ماكس نورداو في كتابه «الانحلال» (سنة ١٨٩٢ م في جزءين) وهذه الدعوى تجنّبها حتى أشد المستشرقين عداوة للنبي


(١) بعد ذلك شرع الدكتور عبد الرحمن بدوي في تلخيص الكتاب، فحذفته خشية الإطالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>