للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَفْتُ لَهُ عَلْوَىْ وقَدْ خَامَ صُحْبَتِي … لِأَبْنِيَ مَجْدًا أو لِأَثْأرَ هَالِكَا

أَقُولُ لَهُ والرُّمْحُ يَأْطِرُ مَتْنُهُ … تَأَمَّلْ خُفَافًا إِنَّنِي أَنا ذَلِكَا

فَلَمَّا بَلَغَ صَخْرًا قَتلُ أَخِيه مُعَاوِيَةَ، أَتَى بَنِي مُرَّةَ في الشَهْر الحَرَام، فَوقَفَ عَلى ابْنَيْ حَرْمَلَةَ، فَإِذَا أَحَدُهُما في عَضُدِهِ طَعْنَةٌ، فقال: أَيُّكُمَا قَتَل مُعَاوِيَةَ؟ فَسَكَتا، فقال الصَحِيحُ للجَرِيح: مالك لا تُجِيْبُه؟ فقال: وقَفْتُ لَه فَطَعَنَنِي هَذِه الطَّعْنَة، وقَتَلَه أَخِي، فَأَيُّنَا قَتَلْتَه فَقَد أَخَذْتَ بِثَأْرِكَ، أَمَا إِنَّا لَم نَسْلُب أَخَاك، قال: فَما فَعَلَت الشَماء (١)؟ قال: هي تِيْكَ، ردُّوها عَلَيْه، فَلَمَّا رَجَع إلى قَوْمِه قَالوا: اهْجُهُم، قال: ما بَيْنَنَا أَجَلُّ مِنْ القَذع، ولو لَم أَكْفُف عَنهم إلا رَغْبَةً بِنَفْسِي عن الخَنَا لَكَفَفْتُ، وأنشأ يقول:

تَقُولُ ألا تَهْجُو فَوارِسَ هاشِمٍ … ومَالِي إذْ أَهجُوهُم ثُم مَالِيَا

أَبَىَ الشَّتْمَ أَنِّي قَدْ أَصَابُوا كَريمَتِي … وأَنْ لَيْس إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شَمَالِيا

وذِي إِخْوة قطّعتُ أَقْرَان بينهم … كَمَا تَرَكُوني واحِدًا لا أخَا لِيَا

قال أبو العَبَّاس: حدثني محمد بن سَلَّام بنحوٍ مِنْ هذا الحديث وقال: أنشدني عبدُ القَاهِر بنُ السَّرِي السُّلمي هذه الأبيات، قال أبو العَبَّاس: وقال أبو عُبَيْدَةَ: ثُم إنَّ صَخْرًا غَزَاهُم في العَام المُقْبِل، فَلَمَّا دَنَا وهُو على الشَّماء قال: إني أَخَافُ إن أَشْرَفْتُ على القَوْم أن يَعرِفُوا غُرَّةَ الشَماء فَيتَأَهَّبُوا، فَحَمَّمَ غُرَّتها، فَلَمَّا طَلَعَتْ عَلى أَدَانِي الحَيِّ قَالَتِ امْرَأةٌ لأبيها: هذه واللهِ الشَماءُ، فَنَظَر فقال: الشماءُ غَرَّاءُ، وهذه بَهِيْمٌ، فَلم يَشْعُرُوا إلا والخَيْلُ دَواس، فَقَتَل


(١) كتب بالحاشية: (السماء: فرسٌ) وقد تردد الخطيب في سينها فرسم فوق السين إهمالها، وكذلك رسم ثلاث نقاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>