قلت: ويرجح الإرسال أن رواته أكثر، وأحفظ، وأما الوصل فتفرد به عبد الواحد بن زياد من رواية ليث بن حماد عنه -فيما وقفت عليه-، وقد رجح الإرسال اثنان من أكابر المحدثين: الدارقطني، والبيهقي، فيكون المحفوظ في هذا الحديث مرسلا، والله أعلم.
٢ - أخرجه الدارقطنلى ٤: ٣ - ومن طريقه: المقدسي في (الأحاديث المختارة) ٧: ١٠٥ (٢٥٢٢) - قال: حدثنا القاضي الحسن بن إسماعيل، حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلًا قال: يا رسول الله أليس قال الله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} فلم صار ثلاثا؟ قال:(إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان).
وأخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١: ٦١٢ - قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن عبد الرحيم، حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة به، بنحوه.
ومن طريق ابن مردويه: أخرجه المقدسي في (الأحاديث المختارة) ٧: ١٥٥ (٢٥٢٣).
وصححه ابن القطان في (بيان الوهم والإيهام) ٢: ٣١٦، وأخرجه المقدسي في (الأحاديث المختارة) كما سبق.
وقال البيهقي (٧: ٣٤٠) -بعد أن ساقه مرسلا-: (وروي عن قتادة عن أنس -رضي الله عنه-، وليس بشيء".
قلت: عبيد الله بن جرير بن جبلة، هو: ابن أبي رواد العتكي، البصري، ذكره ابن حبان في (الثقات) ٨: ٤٢٨، وعبيد الله بن عائشة هو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي العيشي، ويقال له: ابن عائشة، نسبة إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، وهو ثقة، كما في التقريب ص ٣٧٤، ومن فوقه على شرط مسلم.