مدلساً ... وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به. وقال الذهبي -في الميزان-: "قال أبو الحسن بن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا -إن صح- مفسد لعدالته، قلت: نعم والله صح هذا عنه أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم وعن جماعة كبار فعله، وهذه بلية منهم ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب، هذا أمثل ما يعتذر به عنهم".
وقال -في التذكرة-: "كان يدلس كثيراً فيما يتعلق بالأسماء، ويدلس عن قوم ضعفاء وعوام يسقطهم بينه وبين ابن جريج ونحو ذلك، ويروي عمن دب ودرج".
وقال الحافظ: صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء. وعده في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، وهي من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.
توفي سنة ١٩٧ هـ، وأخرج له مسلم حديثاً واحداً في المتابعات، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة.
ينظر: طبقات ابن سعد ٧: ٤٦٩، التاريخ الكبير ٢: ١٥٠، الجرح والتعديل ٢: ٤٣٤، الضعفاء الكبير للعقيلي ١: ١٦٢، الكامل ٢: ٧٢، المجروحين ١: ٢٠٠، تهذيب الكمال ٤: ١٩٢، تذكرة الحفاظ ١: ٢٨٩، الميزان ١: ٣٣١، الكاشف ١: ٢٧٣، التهذيب ١: ٢٩٨، مراتب المدلسين ص ١٦٣، التقريب ص ١٢٦.
وصورة تدليس التسوية: أن يسقط الراوي من فوق شيخه في السند، لكونه مجروحا، أو مجهولا، أو صغيرا، وياقي بلفظ محتمل عن الثقة الثاني، تحسينا للحديث، وتسوية لحال رجاله في الثقة، وهو شر أقسام التدليس. ينظر: تدريب الراوي ١: ٢٥٧
ولذا لابد أن يقع التصريح بالسماع في جميع طبقات السند التي تلي الراوي الموصوف بتدليس التسوية.